Business

نظريات تربوية حول التعلم باللعب

لقد لفت موضوع اللعب أنظار الباحثين في مختلف العصور، فتأملوا لعب الحيوان ولعب الإنسان وحاولوا التوصل إلى ما قد يكون له من فوائد، ويفسرون الأغراض التي يمكن أن يؤدي إليها، وقد وضعوا نظريات عدة حول تفسيرها.

وقد نشر هؤلاء العلماء والأدباء تفسيرات متعددة لهذه الظاهرة، فمنهم من فسرها على أنها طاقة زائدة لابد أن يتخلص منها الطفل، وأنه لا مانع من أن تسهم المدرسة في ذلك عن طريق إتاحة الفرصة للأطفال للتخلص من هذه الطاقة بما يساعدهم على التركيز في الدروس بعد ذلك، ومن أنصار هذه النظرية شيلر الشاعر الألماني، والفيلسوف المعروف هربرت سبنسر.

وهناك من رأى أن اللعب هو إعداد للحياة المستقبلية، ومن أنصار هذه النظرية كارل جروس الذي ذكر أن اللعب يؤدي وظيفة بيولوجية مهمة للطفل، فهو يمرن الأعضاء ويمكنه من السيطرة التامة عليها واستعمالها استعمالا حرا في المستقبل.

أما نظرية جان بياجيه النمائية، فيشير فيها هذا المفكر التربوي إلى أن اللعب يرتبط بمراحل نمو الأطفال، ولكل مرحلة نمائية ألعاب، بل أنماط لعب خاصة بها، كما أن اللعب عند الأطفال كالتفكير عندهم، فهناك مراحل تفكير ولكل مرحلة تفكير أنماط من اللعب خاصة بها، ويشكل نمط اللعب في كل مرحلة أسباب التطور المعرفي أو العقلي، ووسيلة التعلم والتفاعل مع البيئة واكتشافها، وبالتالي يمكن النظر إلى اللعب على أنه مقياس تطور العقل نفسه، ومن خلال هذه النظرية يمكن القول إن اللعب عبارة عن عملية كبرى تتكون من عمليتين رئيسيتين هما التمثيل والملائمة، وتشير عملية التمثل إلى النشاط الذي يقوم به الطفل لتحويل ما يتلقاه من أشياء أو معلومات إلى بنىً خاصة به وتشكل جزءا من ذاته، أما عملية الملائمة فهي النشاط الذي يقوم به الطفل ليتكيف مع ما يحيط به لتيسير عملية التمثيل.

لذا فإن بياجيه يعزو عملية النمو العقلي عند الأطفال إلى النشاط المستمر للعمليتين، وتشكل متكاملا نشيطا، وفي هذه الحالة يصبح لدى الطفل حالة توافق ذكي وانسجام بين التعلم الجديد والخبرات السابقة في نطاق حاجته، وإذا تحقق هذا فإن بياجيه يطلق عليه اللعب الذي يعتبره وسيلة تعلم بالدرجة الأولى، ويعتبر بياجيه من أهم السلطات المرجعية المهمة عن نظرية اللعب.

ومن هنا تعد الألعاب بطريقة جديدة ومثلى للآباء والأمهات للانخراط في تعليم أطفالهم وتربيتهم، ولقد أظهرت الأبحاث العديدة أن مساعدة الآباء من خلال الألعاب تلعب دورا حيويا في تحصيل أبنائهم في المدرسة، والاحتفاظ بما تعلمه، وفي نقل أثره إلى مواقف جديدة.

إن بعض الآباء يعلمون أبناءهم كل شيء في المنهاج المقرر لهم وبالطريقة التقليدية، وبعضهم الآخر يقدم المساعدة لأبنائه من خلال البطاقات اللاصقة في كتاب أعمال أبنائه، كل ذلك أفكار غير مقبولة وغير كافية، فيجب على الآباء المساعدة بطريقة ممتعة، مرحة وذكية، وعندما يتم الاتصال والتفاعل بين الآباء وأطفالهم يجب أن تكون تلك اللحظات مفيدة وممتعة، وهذا ما توفره الألعاب التربوية المفيدة شرط أن تكون بسيطة وسهلة وغير مكلفة، ولكن شكوى الآباء أنهم دائما لا يوجد لديهم وقت فراغ لتعليم أبنائهم، أو حتى للجلوس معهم!

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم