أثبتت دراسات متعددة أن 60% من نجاح العملية التربوية يقع على عاتق المعلم، وأن للمعلم أثرا قويا على تكيف التلاميذ المدرسي، وتحصيلهم الدراسي. ويخضع المعلم في عمله لتأثير عوامل متعددة، لعل أقواها حضورا وفاعلية هو عامل الإعداد المهني والثقافي.
إن علماء التربية والمختصين يدركون أن التكوين المتين المستمر في حقل التعليم يؤدي بالضرورة إلى تكييف وتحسين مهارات المعلمين وكفاءاتهم، إذ أن ضعف مؤهلات المعلمين ينتج عنه تخلف دراسي لدي المتعلمين، فتسرب من المدرسة، فهدر تعليمي.
إن تكوين المعلمين تكوينا مستمرا – يجدد معرفتهم ويثري خبرتهم – يظل أمنية غالية بل إنه حق وواجب على كل العاملين في مجال التربية والتعليم، وهذا يستدعي وضع برامج لرفع مستوى المعلمين تتضمن دورات دراسية، وحلقات تكوين مستمر، وهذا يستلزم بالضرورة توظيف المدرسين المؤهلين، وتجديد تكوين الممارسين الآخرين وترميم معلوماتهم.
إن إعداد المعلمين يجب أن يتم في مدة زمنية كافية وأن يكون على مستوى أكاديمي رفيع؛ لأسباب كثيرة، منها:
1- اللحاق بحصاد المعرفة العالمية وحاجة المربين إلى المزيد منها.
2- التكيف مع متطلبات التجدد التربوي.
3- إضفاء حالة السمو على مهنة التربية والتعليم.
والتكوين الذي ينمي قدرات المعلمين على التكيف مع الواقع المتغير والمستجدات التربوية والتحديث يجب أن يتأسس على معرفة حقيقية بحاجات المعلمين إلى التكوين وبجوانب النقص والضعف في العملية التعليمية، ويكون خاضعا للتقييم الدائم والتكوين الهيكلي، ويقتضي ذلك الخطوات التالية:
- تشخيص مواطن الضعف لتحديد الحاجات إلى أنواع التكوين ووضع البرامج بشكل مدقق.
- حصر أهداف التكوين وتحديد الأغراض من استدراكه.
- تحديد مضامين التكوين على المشكلات وحلولها العملية.
- تعريف النشاطات التكوينية.
- تقييم التكوين بتحديد مقاييس إجرائية.
- يجب على التكوين أن يهدف إلى تعميق معرفة المعلمين بالعلوم الاجتماعية المؤثرة في العمل التعليمي.
- الأسس الاجتماعية للمادة التعليمية.
- آثار النظام الاجتماعي في المؤسسات التربوية وانعكاساته على أهدافها ومناهجها ونظمها.
- ثم يجب تشجيعه على المبادرة التربوية والابتكار الثقافي والاجتماعي وتخصيص حوافز ومكافآت لأجل ذلك.
- تقدير الدور الذي يلعبه رجل التعليم في نجاح العملية التربوية وتحسين ظروفه المادية والمعنوية، وإشراكه في النظر في القضايا التربوية والاجتماعية التي تواجه العملية التربوية.
.