Business

وصية أب لابنته.. كيف نفرح في أعراسنا؟

أفراحنا سعادة حقيقية في طاعة الله.. كل الناس يسعى للسعادة، يأكلون ما يشتهون ليحققوا السعادة، ويتنزهون ليحققوا السعادة، ويتزاوجون وينجبون الأبناء لتحقيق السعادة، يستوي في ذلك البر والفاجر، المؤمن التقي والفاسد العصي، جميع الخلق على اختلاف ألوانهم وأشكالهم ومعتقداتهم يرجو السعادة ويسعى لها.

  ولكل من هؤلاء طريقة خاصة في تحصيل السعادة وتحقيقها في نفسه، بالمال تارة، والزوجة الوضيئة تارة، وبتحصيل العلم والتفوق تارة، وبإنجاب الأبناء تارة.

والمؤمن لا يختلف في ظاهر الأمر كثيرا عن هؤلاء جميعا، فهو يسعى للسعادة، يتمنى الزوجة التي يسكن إليها، والمأكل والمشرب الهنيء، ويتمنى أن يكون متفوقا بين الناس شامة بين الخلق. ولكنه يجد سعادته الحقيقية في أن يحصل كل ذلك في طاعة الله؛ حتى تكتمل سعادته ويشعر حينها بالسعادة الحقيقية في ظل الطاعة والامتثال للخالق.

  وسر السعادة الحقيقية عند المؤمن هو نقطة الالتقاء بين رغبات نفسه وشهواتها ومباعث سعادتها من ناحية، وبين الفطرة السليمة السوية. ومن رحمة الله بخلقه وعباده أن جعل سعادتهم في نقطة الالتقاء بين الفطرة الصحيحة التي فصلها الشرع الحكيم، وبين رغبات الإنسان وشهواته المشروعة التي لن تتحقق السعادة بها والاستمتاع الكامل بها إلا في نقطة الالتقاء.

  هناك نفر من الناس ينحرف -وهو يبحث عن السعادة- عن هذه النقطة التي تلتقي فيها الفطرة مع الرغبة، فيبحث عن السعادة في مأكل حرام أو مشرب حرام، أو يبحث عن المتعة في غير ما أحل الله. وقد يحصل هذا الإنسان على سعادة محدودة، ولكنه سرعان ما يجد ألما من داخله مبعثه نداء الفطرة السوية والنفس اللوامة، فيفقد سعادته بمنغصات لا أول لها ولا آخر. فالله الله في فطرتكم السليمة، لتحصلوا على سعادة الدارين، فكل متعة بعيدة عن طاعة الله زائلة، وكل طاعة في جنابه باقية في الدنيا ثم الآخرة سعادة مستدامة، وراحة نفس مستطابة، تقر بها العيون ويستريح لها الفؤاد وتسكن لها النفس: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30].

  ومن عجب أن تكون آية الفطرة السليمة تالية للحديث عن الزواج: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]؛ فاسعدوا وابتهجوا بزواجكم الميمون في ظل طاعة الله، وفي نقطة الالتقاء بين الرغبات وبين الفطرة الصحيحة: { قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ} [يونس: 58].

 أسأل الله أن يسعدكم في الدارين بطاعته ورضاه، وأن يتم عليكم النعمة ويمتعكم متاع الدنيا ومتاع الآخرة.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم