7-الأسلوب النظري / العملي:
يعتمد هذا الأسلوب على مناقشة فكرة أو مبدأ؛ على أن تنتهي المناقشة بتوصية عملية ينبغي أن تنفذ من قبل المتعلم. وهذه المناقشة -بالطبع- بين المعلم والمتعلم، والمعلم هو الذي يصوغ أسئلة الحوار، ويوجهها للمتعلم، ويصدر في النهاية قرارًا يجب أن ينفذه المتعلم، على أن يتابع المعلم المتعلم بعد ذلك؛ ليتأكد من تنفيذ القرار.
تأصيل الأسلوب:
نجد هذا الأسلوب في موقف بين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما. فقد خرج أمير المؤمنين رضي الله عنه ذات يوم في جولة تفتيشية؛ فرأى إبلًا سمانًا تمتاز على بقية الإبل بنموها وامتلائها؛ فسأل عمر رضي الله عنه: إبل مَنْ هذه؟ قالوا: إبل عبد الله بن عمر. فانتفض أمير المؤمنين، وقال: عبد الله بن عمر! بخ بخ يا ابن أمير المؤمنين!
وأرسل عمر يطلب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ فلما جاء سأله: ما هذه الإبل يا عبد الله؟
فأجابه: إنها إبل أنضاء ـ أي هزيلة ـ اشتريتها بمالي، وبعثت بها إلى الحمى أتجر فيها، وأبتغي ما يبتغيه المسلمون.
فغضب عمر في تهكم لاذع، وقال لعبد الله بن عمر: يقول الناس حين يرونها ـ أي الإبل ـ ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين. اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين وهكذا تسمن إبلك، ويربو ربحك يا ابن أمير المؤمنين، ثم صاح يا عبد الله بن عمر: خذ رأس مالك الذي دفعته في هذه الإبل، واجعل الباقي في بيت المسلمين.
بتحليلنا لهذا الموقف التربوي، نلاحظ ما يلي:
أ- أن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما، اعتنق فكرة أو نظرية للاستثمار وهذه النظرية، من وجهة نظره، لا شبهة فيها، ولا غبار عليها؛ إذ إنه لم يأت شيئًا جديدًا، ولم يفعل إلا ما فعله المسلمون، ونلمح ذلك في دفاعه عندما استجوبه أبوه رضي الله عنه؛ فقال له عبد الله رضي الله عنه: «إنها إبل، اشتريتها بمالي، وبعثت بها إلى الحمى أتجر فيها، وأبتغي ما يبتغيه المسلمون».
ب-أن سيدنا عمر نظر إلى ما فعله عبد الله ابنه نظرة مختلفة؛ لأنه ليس من عامة المسلمين، إنما هو ابن الأمير، وقد يجد تيسيرات، وتلقى إبله رعاية خاصة ليس لأي سبب سوى لأنه ابن أمير المؤمنين؛ لذا رأى سيدنا عمر أن في هذا الصفقة الاستثمارية شبهة؛ وهذا ما جعله يعترض عليها ويرفضها.
جـ-أن سيدنا عمر كان بإمكانه أن يصدر قراره في هذا الأمر، وأن يقوم ابنه بتنفيذ القرار، لكنه تصرف من منطلق أنه مرب؛ لذا فقد استدعاه؛ ليعطِه فرصة التعبير عن رأيه، والدفاع عن النظرية الاستثمارية التي اقتنع بها واعتنقها وبعد المناقشة والمداولة واقتناع المتعلم بوجهة نظر المربي، اتخذ -عمر رضي الله عنه- قرارًا عمليًا يجب تنفيذه؛ وهو قوله: «يا عبد الله بن عمر، خذ رأس مالك الذي دفعته في هذه الإبل، واجعل الربح في بيت مال المسلمين».
تطبيق الأسلوب النظري / العملي:
أ- في البيت:
كثيرًا ما تظهر أفكار يقتنع بها الأبناء والبنات في حين أنها خطأ في معيار الإسلام. ومن ذلك طغيان الطفل وسيطرته على لعبة أخيه بغير حق؛ ظنًا منه أنه أحق بها. وربما تقول البنت إنها حرة في ارتداء الحجاب أو تركه. وهنالك ينبغي استخدام الأسلوب النظري في مناقشة الفكرة؛ لتنتهي المناقشة بقرار عملي، يلزم المتعلم بتطبيقه وتنفيذه.
ب- في المدرسة:
قد يستولي التلميذ على أدوات زميله قسرًا، ويبرر ذلك بأي مبرر، فعلى المعلم هنا أن يناقش ذلك؛ مستخدمًا الأسلوب النظري / العملي، الذي ينتهي بقرار عملي يجب تنفيذه.
.