قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، وعضو حملة «جنة» لمواجهة العنف ضد الأطفال التي أطلقها الأزهر الشريف، إن وفاة الطفلة المصرية جنة، هزت مشاعر الناس وبعث شيخ الأزهر برسالة للمجتمع الإنساني ينبه إلى أهمية الوعي في تربية الأطفال وحمايتهم.
وأضاف المهدي، في ندوة عُقدت بمصر الثلاثاء الموافق 22-10-2019، أن الطفل أمانة في عنق أبويه وعنق المجتمع كله، فحينما يصاب الطفل فعلى المجتمع كله أن يستنفر لحمايته، منوها بأن الطفل كائن رقيق وحساس وضعيف في نفس الوقت وأي أذى لفظى أو جسدي يؤثر في بناء شخصيته ويمتد هذا الأثر لسنوات.
وأشار إلى أن طريقة التربية والتأديب والثواب والعقاب للطفل تترك أثرا كبيرا في الطفل، منوها بأن هناك ما يعرف بالأمية التربوية عند الناس حتى المثقفين والمتعلمين فيعانون من تربية الأطفال بسبب قلة الوعي.
وأوضح، أن هناك عدة محاضن لتربية الأطفال، الأول هو الأسرة والثاني هو المدرسة والثالث هو المؤسسات الدينية والمحضن الرابع هو المنصات الإعلامية، منوها بأن قدرة الأسرة على التربية أصبحت ضعيفة بسبب ظروف مختلفة، كما أن المدرسة دورها التربوي تراجع نوعا ما، أما المؤسسات الدينية تحتاج إلى دعم أكبر لإيصال صوتها للمستهدفين من رسائلها، أما المنصات الإعلامية لا يوجد في خريطتها مواد إعلامية مناسبة في تربية الأطفال، أما الإعلام الإلكتروني هو الأكثر تأثيرا في الأطفال فكثيرا ما تكون رسائله عشوائية وتفتقد للدقة والمصداقية.
وذكر أن الطفل يتأثر بالإعلام الإلكتروني وينشأ الطفل بمشاكل سلوكية كثيرة فيواجه الأب والأم هذه المشكلة ويحاولان إعادة الطفل إلى جادة الصواب فيتجهون للأسهل لديهم في المعاملة والتربية وهو العقاب والأسهل في العقاب هو الضرب الذي لا يكون حلا على الإطلاق.
وأكد أننا أمام أزمة تربوية كبيرة تحتاج إلى مجهودات كثيرة من مؤسسات عدة، يشارك فيها تربويون وعلماء اجتماع ونفس وعلماء شريعة لبث رسائل ونصائح تربوية وكذلك إيصال منهج تربوي متكامل قائم على الدليل من العلوم المختلفة.
.