إذا كانت قضية فلسطين قد أخذت حيزًا واسعًا في الشعر الإسلامي المعاصر الذي تابع أحداثها وصور مأساتها ودعا إلى الجهاد والاستشهاد دونها، بحيث أصبح ما قيل يشكل مجاميع كبيرة رصدت واقع المأساة والمستجدات والمتغيرات أولًا بأول- فإن ذلك يعود إلى طبيعة الشعر فنًا ينطلق بعفوية بعد أن تقذف به القريحة التي تتعرض للمحرضات المستمرة، والدافعة إلى القول، وهذا يختلف عن طبيعة الفن القصصي الذي يحتاج إلى شيء من الروية والمعالجة، ولا يمكن في أكثر الأحوال أن يكون استجابة آنية تستطيع مواكبة الشعر، إلا أن هذا لا يعني أن هذا الفن قد قصُر، ولكن طبيعته– كما أسلفنا– تأبى الانقياد للتحريض المباشر، ولذا أصبحت الأولوية في ساحة القول للشعر وحده!
ولكن هل قصرت القصة الإسلامية بأنواعها في تصوير الواقع ومتابعة الحدث والدعوة إلى المواجهة؟
لقد استطاعت القصة الإسلامية أن تضع القضية في إطارها التاريخي الواسع بدءًا بالمواجهة مع اليهود في أول الدعوة الإسلامية، وانتهاء بالمواجهة التي تجري اليوم على أرض الإسراء وموطن الأنبياء، مع رؤية مستقبلية لما سيؤول إليه الصراع، وتسجيل لما عليه المقاومة في هذا الظرف المشحون بالصراع.
رابط الدراسة: دراسة حصرية للمنتدى: فلسطين في القصة الإسلامية
.