أولادنا

لعب الطفل.. تربية وتطوير وتسليه

يؤكد علماءُ التربية حديثًا أهمية اللَّعب للطفل، فيَعُدُّون اللعبَ مظهرًا من مظاهر النمو العقلي للطفل؛ بحيث يُعَبِّر تطورُ ألعابه عن درجة نضجه العقلي والوجداني، ويرى آخرون أن اللعب نشاطٌ إيجابيٌ للطفل؛ "يجدد القوى، ويقوم مقام الاسترخاء اللازم للعضلات".

وفى هذه الدراسة التي أعدها الباحث محمد بن سالم بن علي جابر، يؤكد أن الأهمية التربوية للعب لم تغب عن أذهان علماء التربية الإسلامية من السلف، بل قد عرَف السلف– رحمهم الله– أهميةَ اللعب للطفل، وأرشدوا الآباء والمربين إلى ضرورة السماح للأطفال بقسط من اللعب.

 

السنة وأهمية اللعب

وقد سبقت السنة النبوية جميعَ هذه الآراء المنبهة على أهمية اللعب للطفل، فعن أبي أيوب الأنصاري– رضي الله عنه– أنه قال: دخلت على رسول الله ﷺ والحسنُ والحسينُ– رضي الله عنهما– يلعبان بين يديه أو في حِجْره، فقلت: يا رسول الله، أتحبهما؟ فقال: «وكيف لا أحبهما وهما رَيْحَانَتَىَّ من الدُّنْيَا أشمهما».

وكل ما ورد عن النبي ﷺ في هذا الصدد يوضح تأكيدَ الإسلام أهميةَ اللعب للطفل، وجواز شراء اللُّعَب له؛ فعلى الآباء والمربين أن يراعوا ذلك، فيعطوا لصغارهم الفرصة للعب والترويح عن أنفسهم، ولكن مع توجيههم إلى أنواع اللعب الملائمة لهم؛ بحيث يمكن من خلالها تحقيقُ الفوائد المرجوة من اللعب، والتي من أهمها:

  • إزالة التوتُّر النفسي والجسمي.
  • إدخال المتعة والتنوع في حياة الطفل.
  • استكشاف الطفل لنفسه وللعالم المحيط به.
  •  تعلُّم الطفل لأشياء جديدة.
  • تعلم الطفل حلَّ مشكلاته الخاصة.
  • تعبير الطفل من خلال اللعب عن حاجاته ورغباته التعبيرَ الكافي في حياته الواقعية.
  • تمرين الطفل وتدريب عضلاته عن طريق ألعاب الحركة.
  • الرغبة في التعلم؛ لأن اللعب نشاط ممتع لا إكراه فيه.
  • استخدام الطفل جميعَ حواسه، وذلك يزيد قدرته على التركيز؛ ومن ثَمَّ زيادة الفهم.
  • عمل اللعب على تطبيع الطفل اجتماعيًّا؛ لتقويم الخلق لديه والتضامن مع رفاقه، خاصة في اللعب الجماعي.
  • القضاء على الملل؛ إذ يوفِّر اللعب فرصة القضاء على (الروتين) اليومي لأحداث الحياة.

وعلى الوالدَيْن أن يشتريا للطفل من اللُّعَب ما يناسب عمره وقدرته، ويضعاها بين يديه وفي متناوله؛ وذلك ليبدأ تشغيل عقله وحواسه شيئًا فشيئًا.

وحتى تكون اللُّعبةُ مفيدةً وجيدة للطفل؛ لا بد للوالدين أن يطرحا على أنفسهما التساؤلات التالية حين شراء الألعاب لأطفالهم:

  • هل هذه اللعبة من النوع الذي يستثير نشاطًا جسديًّا صحيًّا مفيدًا للطفل؟
  • أهي من النوع الذي يرضي الحاجة للاستكشاف، والتحكم في الأشياء؟
  • أهي من النوع الذي يتيح التفكيك والتركيب؟
  • أهي من النوع الذي يحاكى سلوك الكبار وطرائق تفكيرهم؟

فإذا كانت الإجابة بـ(نعم) كانت اللعبة مناسبة ومفيدة تربويًّا، وإلا فلا

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم