التربية.. كانت كلمة السر التي اعتمدها الإمام الشهيد حسن البنا في بعث روح الإسلام في الأمة من جديد، حيث ظن المستعمر بجحافله الثقافية والعسكرية، ومبشريه ورجاله الذين صنعهم على عينه من بني جلدتنا- أن الأمر قد استتب لهم، وأن الإسلام في الأمة أصبح روحًا مغادرة للجسد، وأن الجسد في نزعه الأخير أو ربما قد تخطى ذلك!
لقد جاء الفتى حسن البنا ومعه الخلطة السرية لإعادة روح الإسلام إلى الجسد المتهالك للأمة بعد أن سقطت الخلافة، وأثخن الأعداء الامة بالطعنات، إنها خلطة تربية وصياغة الرجال على منهاج الكتاب والنبوة، فاستطاع صناعة جيل طليعي قيادي بالتربية، هذا الجيل الذى استطاع أن يجابه بقوة روحه الموصولة بالكتاب والسنة تحديات جسام، بلغت اغتيال صاحب الفكرة ومؤسس الجماعة نفسه وهو في سن صغير!
إنها التربية التي جعلت الجماعة تقاوم كل طعنات القهر وحلقات الصهر لتخرج من كل محرقة أقوى من السابق، والتربية نفسها هي الوسيلة التي جعلت من الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين روحًا خلاقةً تنتقل من جيل إلى جيل مستعصية على الفناء، وهى سر العبقرية التي شهد بها العدو والصديق والقاصي والداني لهذا الرجل الذي قدم روحه ثمنًا لفكرته الغائظة لبائعي الضلال في بلادنا ومروجيه وعملائه وصانعيه، لتبقى فكرته عمودًا مهمًا في رفع سقف الأمة، وحفظها من الانهيار!
في ذكرى استشهاد الإمام، ما كان لنا ونحن مهتمون بالتربية أن نتخطى المناسبة دون أن نتكلم عن الرجل وأثره وعبقريته التربوية الفذة في صناعة جيل شكل رقمًا صعبًا في مواجهة حملات الإفناء لهذه الأمة، ونحن إذ نضع بين أيدي قراءنا ملفًا يسجل إنجازات الشهيد في هذا المجال وهو ليس على سبيل الحصر، إنما غيض من فيض مما قدم ذلك الرجل، صاحب العطاء المبارك، تقبل الله شهادته.
نقرأ في الملف:
.