Business

المتطلبات الأخلاقية لشباب 25 يناير.. رؤية تربوية

الشباب له الدور الأكبر في مسيرة التنمية والتحديث من خلال قدرتهم على الإبداع والابتكار، فالشباب يتطلع باستمرار إلى تبني كل ما هو جديد، ومن هنا تكمن أهمية الشباب بالنسبة للمجتمعات، من أجل الإسهام بفاعلية في التطوير والتحسين، وهو الطريق الأمثل للحفاظ على الهوية الثقافية وتحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع.

وفى هذه الدراسة التى أعدها الدكتور الحسين حامد محمد حسين، أصول التربية – جامعة سوهاج، يرى أن الحاجة إلى الأخلاق وتدعيمها في عصر العولمة الثقافية، مسئولية المؤسسات المجتمعية والتربوية للحفاظ على الأمن الاجتماعي لدى الشباب، حتى لا يكون هذا الشباب منزوع الشخصية مخترقًا في دينه ولغته وحضارته، منحرفاً في اتجاه الجريمة والانحلال الخلقي.

 

أولًا: أوضاع الشباب المصري حتى قيام ثورة يناير 2011م

يقصد الباحث بالشباب في هذه الدراسة الشباب المصري (وخاصة شباب الجامعات)، الذي تميزهم مجموعة من القيم والعادات والتقاليد الخاصة، كما أنهم أكثر معرفة بالمجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية المتطورة التي تؤثر على تحقيق الأمن القومي والتنمية الشاملة للمجتمع المصري بعد ثورة يناير 2011م.

و من أهم القضايا التي ظهرت قبل يناير لدى الشباب هي قضية الانتماء، حيث كانت من أهم القضايا الملحة التي تحتاج إلى علاج، نتيجة ظهور مؤشرات عديدة تؤكد وجود أزمة في الانتماء للوطن لدى قطاع الشباب، منها:

  1. ظاهرة الاندماج الاجتماعي السياسي والثقافي والاقتصادي لدى عدد كبير من شباب مصر داخل إسرائيل، بعد أن هاجروا إليها بدعوى السياحة، وتزوجوا من يهوديات، وما يترتب على ذلك مشكلات عديدة، منها: فقدان الهوية الثقافية، والسياسية، والاجتماعية لوطنهم الأم، وضعف عقيدتهم الدينية.
  2. غزو البلاد بالمخدرات (بالترويج أو التعاطي) بشكل يحول الشباب المصري إلى هياكل هشة فقدوا فكرهم، وزاغت عقولهم، وأصبحوا أداة طيعة، في يد الخارجين على القانون، متقبلين أي مظهر من مظاهر الغزو الثقافي.

 

ثانيًا: الشباب المصري وثورة يناير 2011:

ثورة 25 يناير 2011م هي ثورة شعبية سلمية بدأت يوم الثلاثاء 25 يناير 25/1/2011م هو اليوم المحدد من قبل عدة جهات من المعارضة المصرية والمستقلين، من بينهم: حركة كفاية، وشباب الإخوان المسلمين، وكذلك مجموعات الشباب المصري عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وذلك احتجاجًا على الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة في مصر.

 

أخلاقيات ثورة 25 يناير 2011م

وتتلخص أخلاقيات ثورة 25 يناير في عدد نقاط:

  1. الإرادة والاستمرارية في تحقيق ما يؤمن به شباب الأمة.
  2. رفض الذل والإهانة ورفض الفساد.
  3. الاهتمام بنظافة الوطن والأماكن والشوارع.
  4. المحافظة على سلامة الوطن وعدم تعريضه للخطر.
  5. حب البناء وحب التنمية وإعادة الأمن للوطن.
  6. تنظيم وعمل اللجان الشعبية التي استمرت لما بعد الثورة.
  7. الوقوف في وجه المخربين المأجورين.
  8. تغذية الشعور بالانتماء والولاء وحب الوطن.

 

ثالثًا: أهم المتطلبات الأخلاقية لدى الشباب في مصر

ويُقصد بالمتطلبات الأخلاقية: احتياجات ضرورية للتوعية الأخلاقية، بحيث تسهم في تحقيق المتطلبات الأخلاقية لدى الشباب في مصر، وهذه الاحتياجات متمثلة في: ترسيخ العقيدة الدينية، والتربية الأخلاقية، وتنمية القيم الأخلاقية لدى الشباب، وذلك على النحو التالي:

1- ترسيخ العقيدة الدينية لدى الشباب المصري:

تمثل العقيدة الدينية صلة إلهيةً، ومنهج إنسان يتسم بالبساطة والوضوح والقوة، وهي تتخذ طريقها إلى قلب الإنسان، شاملة الإيمان بالله ورسله وكتبه، وكافة نواحي العبادة بالله، فالعقيدة قوامها رفع الإنسان حتى يؤدي وظيفه في الوجود على نحو يتفق مع أصل خلقته.

إن ترسيخ العقيدة الدينية في نفوس الشباب منفعة للدين والدنيا معًا، والحفاظ عليها تماسك للمجتمع ضد الأخطار التي تواجه من خلال التهديدات الموجه لأمنه وثقافته الدينية، والتي تستهدف النيل من ديننا وعقيدتنا بزرع أفكار مشوهة ومفاهيم مغلوطة.

2- التربية الأخلاقية لدى الشباب المصري:

إن الأخلاق والتربية الأخلاقية من المتطلبات الأخلاقية الفعالة والمؤثرة بعد ثورة يناير 2011م؛ لأنها تحافظ على المبادئ الأخلاقية من قيم وعادات وتقاليد في المجتمع، وتحمي الشباب المصري من الانحلال والانحراف الخلقي، وغيرها من مظاهر السلوكيات الغربية الموجهة إلى الذاتية الثقافية في ظل العولمة.

3- تنمية القيم الأخلاقية لدى الشباب المصري:

فالقيم هي المبادئ والمعايير التي وضعها المجتمع، لتحديد المرغوب فيه، واللامرغوب من أنماط السلوك، كما أنها الصفات الشخصية التي يفضلها أو يرغب فيها الناس في ثقافة معينة.

 

رابعًا: الرؤية التربوية المقترحة 

ضرورة الاهتمام بتدعيم الدور التربوي للأسرة في تحقيق المتطلبات الأخلاقية للشباب المصري بعد ثورة يناير 2011م، من خلال التركيز على النقاط التالية:​​​​​​​

  • الاهتمام بغرس العقيدة الدينية الصحيحة لدى الشباب منذ الصغر داخل الأسرة؛ لما لها من أهمية في تشريب الأبناء العقيدة السليمة، إذ يتحتم على الأسرة تربية الضمير اليقظ في الأبناء، ومراقبة الله سبحانه وتعالى لهم في كل كبيرة وصغيرة، مع غرس روح الطاعة وتنمية المحبة والإخلاص لله تعالى ولأفراد المجتمع،
  • حيث تغرس الاسرة فيهم الأصول الأولى لشجرة الأخلاق، والمتمثلة في: العدل، والعفة، والشجاعة؛ وذلك لإرساء قواعد السلوك الأخلاقي السليم لدى الشباب، والذي من خلاله يتم التحكم في تصرفاته وتحمي ضميره وتعصمه.
  • زيادة الاهتمام بتنمية الوعي الديني لدى الشباب من قبل الأسرة، فيجب على الوالدين تزكية نفوس الشباب بتحفيظهم آيات القرآن الكريم والحديث الشريف واللذان يحملان القيم الأخلاقية، كالصدق في القول، والأمانة، والوفاء بالعهد، والتعاون، وحب الآخرين، ونبذ العنف والغضب، وغيرها من القيم الدينية التي من شأنها أن تشكل حصنًا واقيًا من كل ما يهدد أمن الأسرة واستقرارها.
  • تنمية الوعي بالقيم الأخلاقية لدى أبنائها في ظل الظروف الراهنة بعد الثورة، وذلك لمواجهة الغزو الثقافي والتصدي لحملات التشكيك التي تستهدف القيم والعادات الأخلاقية، فيجب على الأسرة إكساب أبنائها في مرحلة الشباب القيم الأخلاقية والأنماط السلوكية المحمودة: كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحُسن الخلق، ومعرفة الحلال من الحرام، وغيرها.

ضرورة الاهتمام بتدعيم الدور التربوي لوسائل الإعلام في تحقيق المتطلبات الأخلاقية للشباب المصري بعد ثورة يناير 2011م، من خلال التركيز على النقاط التالية:

  • ضرورة الاهتمام بالبرامج الدينية التي ترسخ العقيدة وتعمق المفاهيم الصحيحة لأصول الدين عند الشباب وذلك في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية،.
  • مساهمة وسائل الإعلام المتنوعة في التربية الأخلاقية، من أجل التمسك بالأخلاق لدى الشباب، وذلك من خلال عرض البرامج أو الأفلام والمسلسلات أو الإعلانات أو المواقع على شبكات الإنترنت والموبايل، التي تغرس في الشباب أهمية التمسك بالأخلاق والتأكيد على أهميتها.
  • ضرورة قيام وسائل الإعلام بتنمية القيم الأخلاقية لدى الشباب في مصر، ومنها: العدل، والعفة، والشجاعة، والقدوة الحسنة، والرحمة، والتسامح، وغيرها من القيم النابعة من الدين.
.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم