كان صلى الله عليه وسلم متخلقًا بأخلاق القرآن، ومتأدبًا بآداب الإسلام، ووصفه ألصقُ الناس به وأكثرهم مخالطة له زوجه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حين سئلت عن خلقه فقالت: «كان خلقه القران».
وفى الدراسة التي أعدها الباحث: د. محمد بن علي الغامدي، أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية الشريعة- جامعة أم القرى، يرى أن من معالم هذه الرحمة، ودلائل هذه البعثة، جانب الخلق في حياته الشريفة صلى الله عليه وسلم، حيث تمثّل الأخلاق الفاضلة والخلال السامية طيلة حياته، قولًا وفعلًا.
اتصاف النبي بحسن الخلق
فعن البراء أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا، وأحسنه خلقًا، ليس بالطويل الذاهب، ولا بالقصير، و عن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا»، وعن سعد بن هشام قال سالت عائشة فقلت: أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: «كان خلقه القران». و عن يزيد بن بابنوس قال: دخلنا على عائشة، فقلنا: يا أم المؤمنين، ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: «كان خلقه القرآن، تقرؤون سورة المؤمنين؟». قالت: اقرأ: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ} (المؤمنون: 1)، قال يزيد: فقرأت: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ} إلى: {لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}، قالت: «كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وعن علي بن أبى طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: «اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت»، و عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق».
مكانة حسن الخلق في الإسلام
وعن النواس بن سمعان قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس»، وعن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل، صائم النهار»، و عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثر ما يلج به الإنسان النار الأجوفان: الفم، والفرج، وأكثر ما يلج به الإنسان الجنة: تقوى الله، وحسن الخلق»، و عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن»، و عن أبى أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيمٌ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه».
حسن الخلق يستجلب محبة الله
و عن مسروق قال: كنا جلوسًا مع عبد الله بن عمرو، يحدثنا، إذ قال: «لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشًا، ولا متفحشًا»، وإنه كان يقول: «إن خياركم: أحاسنكم أخلاقًا». وفي رواية: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم يكن فاحشًا، ولا متفحشًا». وقال: «إن من أحبكم إلي: أحسنكم أخلاقًا»، وعن أسامة بن شريك قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما خير ما أعطي الناس؟ قال: «خلقٌ حسن». وفي رواية: «مَن أحب عباد الله إلى الله تعالى»؟ قال: «أحسنهم أخلاقًا»، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون، وإن أبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الإخوان، الملتمسون للبرآء العنت»، وعن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحبكم إليّ وأقربكم مني في الآخرة، محاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إليّ، وأبعدكم مني في الآخرة، مساوئكم أخلاقًا، الثرثارون، المتفيهقون، المتشدقون».
المؤمنون يتفاضلون بحسن الخلق
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل المؤمنين إيمانًا، أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم»، وعن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: «خياركم أحاسنكم أخلاقًا، إذا فقهوا»، و عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلق».
.