كلنا يتمنى أن يربي أبناءه تربية مثالية كما أراد الله تعالى، نتعرف في هذا التقرير على معالم التربية القرآنية وكيف نصل لهذه التربية.
تنطلق فلسفة التربية في القرآن الكريم من الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقضاء والقدر خيره وشره، والالتزام بالعمل الصالح والتعاون عليه، والتعرف على الحق والتواصي به. وبناء الإنسان بناءً متكاملًا يقوم على تأديب النفس، وتصفية الروح وتثقيف العقل، وتقوية الجسد حتى يصل إلى الكمال الإنساني المتسامي في إطار من القيم والأخلاق التي ينشأ عليها ويُعَوّد على التعامل بها.
وتمتاز فلسفة التربية في القرآن بالفهم والشمول في الإيمان، ومراقبة السلوك ومحاسبة النفس، وتوازن في العلاقة بين جسد الإنسان وروحه وما يربطهما من قيم وأخلاق، وبين عقله وعاطفته وما يحكمهما من علم وحكمة بين عقيدته وإيمانه، وما يصدقهما من عمله لا ينفصل أحدهما عن الآخر.
وتعمل التربية في الأساس على:
- المحافظة على فطرة الناشئ ورعايتها.
- تنمية مواهبه واستعداداته كلها.
- توجيه هذه الفطرة وهذه المواهب نحو صلاحها.
- التدرج في هذه العملية «شيئًا فشئيًا».
- وعليه فإن المربي الحق هو الله سبحانه وتعالى، خالق الفطرة وواهب المواهب، وهو الذي سن سننًا لنموها وتدرجها وتفاعلها، كما أنه شرع شرعًا لتحقيق كمالها وصلاحها.
فلسفة التربية في القرآن
والقرآن الكريم يمثل المصدر الأساسي للتربية في الإسلام بالآتي :
- التأكيد على وجوب وجود الخالق بأسلوب منطقي.
- توضيح كيفية خلق الكون وموجوداته وعلة هذا الخلق، وتسخيره لصالح الإنسان.
- بيان الأمور الغيبية التي تتخطى حدود الحس البشري.
- تحديد كيفية خلق الإنسان ونشأته.
- توضيح كيفية تقسيم الحياة إلى حياتين: دنيا وأخرى، فالأولى عمل، والأخرى حساب وجزاء.
- بيان المثل الأعلى لقوامة الحياة الدنيا، وفق مجموعة الأوامر الربانية التي تحقق خيرية الإنسان.
- ضرب الأمثلة من حياة المجتمعات الماضية.
- بيان أهمية العلم والمعرفة وقيمتها للإنسان، وأهمية القيم الأخلاقية في قوامة الحياة.
العلاقة بين التربية والتزكية في القرآن
التربية والتزكية يستمدان جذورهما من القرآن الكريم، فسيدنا إبراهيم عندما رفع القواعد من البيت هو وابنه إسماعيل توجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء لذريته التي أسكنها في جوار البيت الحرام، بأن يرسل فيهم رسولًا من أنفسهم ليزكيهم ويربيهم، وهذا هو جوهر هذه العلاقة.
فاحرص أيها الوالد والمربي أن تفهم أصول التربية القرآنية لتستطيع تربية النشء على أسس قرآنية قويمة.
.