Business

العولمة وجاهزيتنا التربوية في مقاومة آثارها

 على الرغم من شيوع مصطلح العولمة، إلا أنه لا يوجد حتى الآن تعريف شامل جامع مانع للعولمة يتفق عليه جميع الباحثين، فالمصطلح يكتنفه الكثير من الغموض والتشويش وذلك لعدة أسباب، لعل في مقدمتها أن المصطلح يشير إلى عملية لم تكتمل ملامحها وقسماتها بعد، بل إننا نستطيع القول أن العولمة عملية لا زالت في طور الصيرورة والتشكيل المستمر، تكشف كل يوم عن وجه جديد من وجوهها المتعددة.

ويحاول هذا البحث الذى أعده الدكتور صالح بن سليمان بن صالح العمرو، أستاذ التربية الإسلامية بجامعة أم القرى، أن ينطلق من منطلق النظرة الواقعية التي ترى أن العولمة أصبحت حقيقية واقعة، تتدخل في حياة الأفراد والمجتمعات، ولم يكن ممكنا أن ننعزل عنها ولا نفر من مواجهتها، فالقبول المطلق والاندماج الكلي فيها أمر غير مرغوب، كما أن الانعزال المطلق عنها أمر غير ممكن، والبحث الحالي يدعو إلى مواجهة سلبياتها ومحاولة تحصين النشء ضد مخاطرها وأضرارها، بالاعتماد على ثوابت الأمة وعقيدتها ونظرتها الأخلاقية وخصوصيتها الحضارية وتفعيل دور التربية في مواجهة تحديات العولمة الثقافية.

 

الآثار السلبية للعولمة على ثقافة مجتمعاتنا

إقصاء الدين وإبعاده عن التأثير في جوانب الحياة

  • التشكيك في صحة العقيدة، وإثارة الشبهات حولها.
  • إضعاف عقيدة الولاء والبراء والحب والبغض في الله.
  • تقليد النصارى في عقائدهم وعاداتهم التي تتناقض مع عقيدة الإسلام.
  • إظهار بلاد الكفر بأنها بلاد الحرية والعدل واحترام حقوق الإنسان.
  • نشر الكفر والإلحاد في بلاد المسلمين بمختلف الوسائل والأساليب.
  • إثارة الفتن والخلافات المذهبية بين المسلمين، وإثارة النزاعات الطائفية.
  • تشجيع النزعة المادية في الحياة، وإغفال القدرة الإلهية في تصريف شئون الكون.
  • الدعوة إلى وحدة الأديان (اليهودية والنصرانية والإسلام) بدعوى المشترك الثقافي بين البشرية.
  • محاربة الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، في المجتمعات المسلمة والزعم بمعارضتها لحقوق الإنسان.

التهوين من شأن اللغة العربية والإعلاء من شأن اللغات الأجنبية

  • انتشار استخدام اللغة الأجنبية في المؤسسات المختلفة في المجتمعات العربية.
  • المبالغة في اعتبار إتقان اللغة الإنجليزية والتحدث بها شرطًا ضروريًا للحصول على فرص العمل.
  • الدعوة إلى تبني اللغة الأجنبية باعتبارها لغة التدريس في الجامعات العربية.
  • التهوين من شأن اللغة العربية وتكريس الإحساس بضعفها وعدم الثقة بها.
  • الدعوة إلى تدريس المقررات الدراسية في مدارس التعليم العام باللغة الإنجليزية.

نشر ثقافة الجنس وتشجيع العلاقات الجنسية المحرمة

  • كفالة حق حرية ممارسة الجنس للجميع دون التزام ديني أو خلقي أو اجتماعي.
  • إغفال دور الزوجة والأم داخل بيتها، ووصف ذلك الدور بأنه عمل غير مريح وغير مدفوع الأجر.
  • اعتبار أن الأسرة والأمومة والزواج من أسباب قهر المرأة.
  • محاربة الزواج المبكر والتنفير منه وإتاحة بدائل من العلاقات الجنسية المحرمة.
  • نتج عن انتشار هذه القيم الغربية بعض الظواهر الاجتماعية الدخيلة مثل: حالات الزواج العرفي بين طلاب الجامعة، والتفكك الأسري، وحالات الاغتصاب والخطف، وزيادة نسبة أطفال الشوارع ومجهولي النسب.

إشاعة ثقافة العنف والتطرف والترويج للجريمة

  • ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب هي إحدى نتائج وإفرازات التغير المتسارع في نمط الحياة المعاصرة.
  • وسائل الإعلام والتي تعد أبرز قنوات العولمة وأدواتها الفاعلة في الاختزال الثقافي تشجع هذا الاتجاه وتروج له.
  • ما يُقدم من برامج ومسلسلات وأفلام تعرض الجريمة بطريقة مشوقة فيها قدر كثير من الإثارة والترويج.
  • برامج الأطفال التلفزيونية المستوردة تتضمن مظاهر سلبية كثيرة منها زج الأطفال في متناقضات لا علاقة لها بواقعه أو ثقافته.

 

دور التربية في مواجهة بعض تحديات العولمة

دور التربية في مواجهة تحديات العولمة فى الجانب الديني

  • ضرورة تطوير كتب العلوم الشرعية، بحيث تستجيب للتحديات المعاصرة، وتلاءم عقول الناشئة.
  • تطوير أساليب تدريس العلوم الشرعية وعدم الاقتصار على أساليب الحفظ والاستظهار وأسلوب التلقين المباشر.
  • العمل الجاد لرفع مستوى تعليم الفرد وتنمية ثقافته الدينية بحيث يكون شخصية واعية متزنة.
  • العناية الفائقة بتقديم مبادئ الدين الإسلامي الحنيف بصورة مشوقة وبطريقة لا تبعث على الملل.
  • العناية بالمعلمين ودوام تفقد كفاءتهم وتكثيف البرامج التأهيلية لرفع مستوياتهم.
  • تفعيل دور المسجد في عملية بناء المجتمع وتحصينه من خلال التدقيق في اختيار الأئمة والخطباء المتميزين بالعلم الشرعي والوعي بالواقع.
  • الاهتمام بمناهج التعليم في مختلف المراحل وتأصيلها، وتطوير أساليبها بما يتلاءم مع النوازل والمستجدات.

دور التربية في المحافظة على الكيان الأسري

  • الاهتمام بتثقيف المرأة ثقافة إسلامية لتدرك حقوقها وواجباتها في الإسلام.
  • العمل على الفصل بين الجنسين في جميع مراحل التعليم، والاهتمام بتدريس المقررات الدينية وتعليم القرآن الكريم.
  • وضع قوانين الأحوال الشخصية المتعلقة بشئون المرأة والأسرة والزواج والطلاق، وحقوق المرأة السياسية والمدنية والثقافية، وأن تكون وفق الشريعة الإسلامية.
  • عقد مؤتمرات عالمية إسلامية لمناقشة قضايا المرأة والأسرة والمجتمع وما يهددها من أخطار وكيفية معالجتها.
  • منع التمويل الأجنبي للجمعيات الأهلية على أن يتولى ذلك المؤسسات والبنوك الإسلامية.

دور التربية في مواجهة التحدي الإعلامي للعولمة

  • ينبغي وضع إستراتيجية واضحة المعالم وواقعية من ناحية التقنية بما يتعلق بالطرق والوسائل الكفيلة للتقليل من طوفان المادة الإعلامية الأجنبية.
  • أهمية بناء رسالة إعلامية عربية تتفق مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي وتلبي حاجات الشباب وتكون قريبة لمشكلاته وهمومه ومعبرة عن أفكاره.
  • إعطاء الشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وتطلعاتهم في وسائل الإعلام، وإشراكهم في صنع القرار الإعلامي.
  • إنتاج برامج إعلامية هادفة ذات طابع تربوي أخلاقي، تعالج مشكلات الشباب، وتطوير برامج الاتصال المباشر مع الشباب.
  • ربط البرامج الرئيسية بالحياة ومتطلباتها، وظروف تحسينها، لتكون هذه البرامج قادرة على استقطاب الناس وإقناعهم.
  • إنشاء قنوات فضائية إسلامية متخصصة ذات منهج إسلامي سليم وخبرة علمية بالوسيلة وبخصائصها ومميزاتها وأساليب الجذب فيها.
  • الاهتمام بإعلام إسلامي صحيح للطفل والنشء يقوم على قاعدة علمية إعلامية تتسم بالجاذبية والتشويق والتأثير.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم