غرس الأستاذ البنا الفهم التربوي في نفوس من اقتنعوا بفكره وطريقته، وقد حرصوا جميعًا على تحقيق هذا الفهم في نفوسهم ونفوس من يربونهم، بل ومشاركتهم في التربية العملية.

وفي هذه الصورة يظهر فيها الأستاذ حسن البنا، وعلى يمينه الأستاذ محمد شريف، عضو مكتب الإرشاد والمشرف على قسم العمال في الجماعة، والمستشار منير الدلة، المستشار بمجلس الدولة وعضو مكتب الإرشاد، ويجلس على يساره الأستاذ محمد فريد عبد الخالق، مسئول قسم الطلبة في هذه الفترة.

التُقطت هذه الصورة في معسكر الجوالة للإخوان بحلوان عام 1946م والتي كان الإمام البنا يحرص على حضورها.

ويبدو أن الإخوان كانوا يقدمون عرضًا رياضيًا أو فكاهيًا، وقد بدا عليهم السرور من هذه الفقرة.

يقول الأستاذ صالح عشماوي– أحد قادة الجماعة والوكيل العام لها- عن زيارته لمعسكر حلوان في إحدى الزيارات: «لقد كان المعسكر رائعًا جليلًا، عظيمًا جميلًا، ما أظن أني أستطيع أن أحيط بكل ناحية من نواحي جماله، لم يكن لهوًا كما قدرت، ولعبًا كما ظننت، ولكنه كان عملًا وإعدادًا وتدريبًا وجهادًا، تلك هي الحقيقة على أن أروع ما في المعسكر هو جو الأخوة الذي ساده».

والآن وقد انتهت أيام المعسكر؛ فذهب كل إلى داره يحمل بين جنبيه أعذب الذكريات، وإني لأتخيل الواحد منا وقد أهاجته الذكرى، فذكر أيام المعسكر وإخوان المعسكر، ففاضت عيناه، ثم أخذته النشوة، فأنشد من أعماق قلبه وكأنه فيهم وكأنهم معه:

تآخت على الله أرواحنا                      إخاء يروع بناء الزمن