القيم التربوية لإحياء شعيرة صلاة العيد في الخلاء (تقرير مصور)

مع عصور الضعف تراجعت كثير من القيم والمظاهر التربوية الإسلامية في المجتمعات الإسلامية، ومنها شعيرة صلاة العيد في الخلاء وما تحققه من مظاهر الوَحدة والترابط والحب والتآلف بين أفراد المجتمع.          

لكن بعض العلماء الدعاة والمربين حملوا على عاتقهم محاولات إعادة نهضة الأمة وإحياء هذه الشعائر من هؤلاء: الإمام حسن البنا في بدايات القرن العشرين.                

بدأ البنا مع بداية دعوته في  العمل على تربية المجتمع على المعاني الإسلامية التي طُمست، فرسَّخ الفرائض وأحيا السنة في نفوس الأمة، ومن هذه السنن التي أحياها الإمام البنا سنة صلاة العيد في الخلاء، فبدأ بتعريف الناس أحكام صلاة العيد والصلاة في الخلاء.          

يقول الإمام البنا: «وبينما نحن نقرر الأحكام إذ اقترح أحد المستمعين أن نحييَ هذه السنة ونقوم بصلاة عيد الفطر في الصحراء، وتحمَّس السامعون جميعًا لهذا الاقتراح، فتوافقنا عليه، واشترطت أن نستشير العلماء ونتفق معهم على أسلوب التنفيذ، فوافقوا، وتم ترتيب الأمر ، وكان لهذه الصلاة وقْعٌ عظيم في نفوس الناس».                  

وفي العيد التالي اقترح الإمام البنا  أن يخرج الناس إلى الشوارع ليكبِّروا جميعًا تكبيرة العيد فوافق الناس وخرجوا ليطوفوا بحي العرب بالإسماعيلية في مظاهرة حافلة يشق تكبيرها عنان السماء، ثم نشرها الإخوان في المدن الأخرى. وهكذا انتشرت صلاة العيد في الخلاء من الإسماعيلية إلى باقي أنحاء الجمهورية ثم في مختلف الدول.

وظلت حتى يومنا هذا مظهرًا إسلاميًا عالميًا يشارك فيه المسلمون في مختلف الأصقاع.            

وأحيا الإخوان هذه الشعيرة حتى داخل السجون والمعتقلات في مختلف مراحل تاريخهم، فيحكي عبد الحليم خفاجي حول العيد في المعتقلات في ستينيات القرن الماضي ويقول: «وجاء العيد وكانت من عاداتنا أن نحتفل يوم العيد لنخرج جميع الإخوان من دائرة الحزن على فراق الأهل والأولاد، فانتخبنا عدة أفراد منا ليُعيِّدوا على المعتقلين فى عنابر غير السياسيين فوجدوهم فى غاية البؤس وظل الإخوان معهم حتى أدخلوا عليهم السرور وجعلوهم يمرحون.                  

وقد لاقت هذه الجهود نجاحًا كبيرًا حتى أصبحت الساحات اليوم تمتلأ بالملايين من المصلين رجالًا و نساءً و أطفالًا في مظهر تربوي إسلامي عظيم، في جميع أنحاء العالم ببركة إحياء سنة نبوية كادت أن تُطمس.

 فاحرص أيها الوالد الكريم والمربي الفاضل أن تحيي مع أسرتك وأحبائك هذه السنة، وتحقق المراد منها من طاعة واتباع لهدي النبي ﷺ وبهجة وسعادة وصلة رحم وتآلف بين المسلمين.              

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم