Business

التعلم عن طريق اللعب في الطفولة المبكرة

تعتبر السنوات الأولى من حياة الطفل من أهم مراحل الحياة وأكثرها تأثيرًا في مستقبل الإنسان. فهي مرحلة تكوينية، يوضع فيها الأساس لشخصية الفرد، ويكتسب فيها عاداته وأنماط سلوكه المختلفة. كما أن ما يتعرض له من خبرات وعلاقات وتفاعلات يكون لها أثرها على اتجاهاته وإقباله على عملية التعلم في التعليم الأعلى.

ومن خصائص السنوات الأولى لحياة الطفل سرعة النمو في جوانبه المختلفة، سواء نمو الذكاء واكتساب اللغة، أو نمو المهارات الاجتماعية التي تتمثل في تطور الطفل من الذاتية الشديدة إلى العلاقات التبادلية مع الأفراد المحيطين به، كما أن في هذه المرحلة يبدأ الطفل في اكتساب أسس التفاعل الاجتماعي، تنمية القيم والعادات المرغوب فيها، والتي تتناسب مع طبيعة وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.

إن اختيار أساليب التعليم للطفل لا تكفي أن نعتمد فيها على التقليد أو المحاكاة لنماذج معلمين، أو نعتمد فيه على أسلوب المحاولة والخطأ وإنما لا بد أن تبدأ معلمة الروضة نشاطها التربوي مزودة بمجموعة من الأسس والمبادئ ذات العلاقة بالتعليم المدرسي.

وفى دراسة بعنوان «التعلم عن طريق اللعب في الطفولة المبكرة»، للدكتورة سعاد عبد اللطيف السويدان، مديرة المركز الإقليمي للطفولة والأمومة تابع وزارة التربية- الكويت، وفّقت بين الجانب النظري البحت المرتبط بموضوع علم النفس ومفاهيمه المتعددة وبين ما هو تطبيقي بحت وهو ما يرتبط بفن التدريس.

 

بعض الاتجاهات المعاصرة ونماذج الخبرات لطفل الروضة

1- النموذج اللفظي المعرفي:

ويهدف هذا النموذج إلى تنمية الإمكانات اللفظية والعقلية للطفل، وتنمية قدرته على اللعب والعمل التعاوني، بجانب تنمية مفهوم إيجابي عن ذاته ووعيه ببيئته.

 

2- النموذج الحسي الإدراكي المعرفي:

ويهدف هذا النموذج إلى تنمية القدرات العقلية المعرفية للطفل، وإلى إكسابهم الخبرات والمعلومات الفردية والاجتماعية والبيئية والحياتية، ويعتبر هذا البرنامج أكثر توجيها وتحديدًا من البرنامج السابق، أي أن الفكرة الأساسية لهذا البرنامج هو أن النمو المعرفي يتأثر تأثيرا كبيرًا بالنمو الحسي للطفل، ولذلك بقدر ما تكون الحواس حادة وسليمة بقدر ما يكون الإدراك العقلي سليمًا، ويهدف هذا البرنامج إلى إكساب الطفل مفاهيم الألوان، والأشكال، والأحجام، وتمييز الأصوات، وكثيرًا ما تكون فرص التفاعل واللعب بين الطفل وزملائه في هذه المواقف أكبر بكثير من فرص التفاعل واللعب بين الطفل والمعلمة.

 

3- النموذج اللفظي السلوكي:

ويهدف هذا النموذج إلى إعداد بيئة الفصل، وبحيث تهيئ البيئة بصورة تساعد على تفجير خبرات الطفل وإمكاناته الموروثة من خلال ما يمكن أن تزوده به من مميزات تساعد على تنمية معلوماته وخبراته ومهاراته. ويعتمد هذا النموذج على أسلوب التدعيم بين المثير والاستجابة لتدعيم وتوجيه السلوك وتعلم الاستجابات المحددة. فإن دور الطفل الرئيسي في هذه المواقف هو مجرد الاستجابة للمعلمة.

 

4- نموذج الخبرة التعليمية المتكاملة:

يهدف هذا النموذج إلى تركيز محور العملية التعليمية على الطفل ذاته، وأهمية مراعاة النشاط الذاتي له، وقد اهتمت رياض الأطفال بالكويت بالأخذ بهذا النموذج، على أن من أهم أهدافه هو العمل على تنمية إمكانيات الطفل في صورة شاملة ومتكاملة.

ويتميز نموذج الخبرة المتكاملة بأنه نموذج يراعي الفروق والاستعدادات الخاصة، ويعتمد النموذج على النشاط الذاتي التلقائي للطفل، مستغلًا خصائص نمو الطفل حيث تتدرج الخبرات المقدمة تبعًا لهذا النموذج من العام إلى الخاص، ومن السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المركب، ومن المحسوس إلى المدرك، ولا بد من الاهتمام بتنمية تعليم الطفل بصورة شاملة بحيث يشمل ذلك تنمية الجوانب المعرفية والوجدانية والنفس حركية فلا يكفي أن يتركز الاهتمام الأكبر على تنمية الجانب العقلي واللغوي فقط أو التركيز على تنمية الجانب الانفعالي والوجداني، أو الجانب النفس-حركي بل لا بد من التنمية الشاملة المتكاملة.

 

ما هو اللعب

يعتبر اللعب ومكانته في تربية طفل ما قبل المدرسة الابتدائية واحدة من أكثر القضايا التي يدور حولها الجدل والنقاش فاللعب يعتبر جزءًا من حياة الطفل مثل الأكل والشرب، والنوم وإن اللعب هو المنطلق الرئيسي لتربية طفل ما قبل المدرسة.

مما ندرك أن عن طريق اللعب نستطيع أن نفهم الطفل في مراحل نموه المختلفة كما أنه أحد الوسائل الذي نستطع من خلالها أن نعرف كيف نعلم وبماذا نعلم.

 إن اللعب مفتاح التربية وهو مفتاح حياة الطفل، فالطفل يعيش في إطار من اللعب كما يمتاز بالحيوية والنشاط وبقدرته الكبيرة مع الظروف المحيطة بما يتميز به شخصيته من المرونة. فالتربية الحديثة تؤكد على استغلال نشاط الطفل وميلوه واهتماماته في تعلمه.

يتميز عصرنا الحاضر بأنه عصر الثورة العلمية التكنولوجية والفضاء والإلكترونيات الصناعية وتفجير المعرفة والتطور السريع في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية، يعد التفكير أعلى مراتب النشاط العقلي وبينما يشكل الإحساس والإدراك المراحل الأولى المعرفية اللي تضمن في النهاية نشاطا منظمًا للإحساسات والمدركات والصور الذهنية التي تقوم عليه قدرة الفرد على الابتكار الذي يشكل في النهاية إنتاجا أو عمليات سلوك ابتكاري، وأن البيئة التعليمية المشجعة للابتكار تعتبر شرطًا ضروريًا لجمع الموهوبين منهم أو العاديين وأن تنمية التعليم للأطفال يستلزم مناخًا تتفاعل فيه عدة عناصر أهمها تهيئة الأطفال وتقديم المساعدة والتوجيه لهم في اكتساب المعلومات.

 إن اللعب ضرورة حيوية يتم بواسطتها نمو الجسم تطويره واستغلال طاقته الحركية، ولا يتم دون طاقة ذهنية ويكون اللعب جزءًا من حياة الطفل.

 

أهم تعريفات اللعب

عرف عبد العزيز القوص عام 1978 اللعب على أنه: من أقوى الدوافع وأهمها في تكوين خلق الطفل خاصة أثناء اللعب الجماعي إذ يجد أن من الضروري قبول المستويات الخلقية للجماعة والالتزام بها.

شابلن 1965 اللعب: نشاط يمارسه الأطفال بصورة فردية واجتماعية بقصد الاستمتاع دون أي دافع آخر.

شارلوت 1979 اللعب: عبارة عن خبرة سارة للطفل، وهي سارة للآخرين ممن ينتبهون إلى نشاط الطفل.

بياجيه 1951 اللعب: يتكون من استجابات يؤديها الفرد من أجل لاستمتاع الوظيفي.

شيللر 1972 اللعب: يكون عادة نتيجة وجود طاقة زائدة.

 

سوزانا ميلر 1978 اللعب: سلوك اكتشاف ما يحيط بالفرد وممارسة لما يجيد، وعدوان دون انتقام، وقلق على شيء، وسلوك اجتماعي لا تحكمه قواعد، ولا يتأثر بأية مستويات وتظاهر وتمثيل دون رغبة في الخداع.

ومن أفضل ما جاء من تعريفات حول هذا المفهوم وحسب رأيي أن تعريف اللعب: هو سلوك فطري وحيوي ونشاط حر لتعبير نفسي ممتع في حياة الطفل الصغير، وفي الحقيقة إنه نشاط يعبر عن طريقة الطفل في التفكير والتعلم والاسترخاء والعمل والتذكير والإقدام والاختيار والإبداع وتمثيل العالم الخارجي، وهذا يساعده على النمو الشامل جسميًا ونفسيًا وخلقيًا.

 

مميزات اللعب

  1. يشعر الطفل بالحرية النفسية والاستقلال أثناء اللعب.
  2. يرغب الطفل أن يكون هو الفاعل للعب والمسبب له دون إملاء من الغير.
  3. النشاط المطلق غير المقيد بقواعد أو شروط هو أساس اللعب عند الطفل.
  4. حب التقليد وخاصة في الألعاب الجديدة التي يرغب فيها الطفل.

 

مراحل اللعب عند الأطفال:

تم تحديد مراحل اللعب من سن العام الواحد وحتى الثاني عشر على النحو التالي:

النمر

الصف

أنواع اللعب

نمط التعلم

1-5

تنمية الذات

اللعب الفردي واللعب المتبادل

التعرف على الأشياء والتقليد وحل المشكلات.

8-5

التعاون

اللعب مع الأصدقاء واللعب مع الزميل.

تعلم التحليل والتركيب والتقليد، الاكتشاف وحل المشكلات.

12-8

المنافسة

اللعب في فرق ومجموعات.

تعلم التحليل والتركيب والاكتشاف والإبداع والتقويم.

 
 

وظائف اللعب:

اللعب نشاط إنساني هادف يمارسه الأطفال بكثرة وتكاد تصنع كافة أنشطتهم الحركية والاجتماعية.

وهو نشاط تعليمي ضروري للطفل من خلاله يكتسب مهارات حركية جسمية يطور قدراته العقلية وينمي قاموسه اللغوي ويوسع دائرة معارفه الاجتماعية، ويقوي وعيه الذاتي، وهو مجال يكثر فيه الابتكار والاكتشاف والتقليد والتعليل والتحليل والتركيب.

 

وإن من أهم وظائف اللعب هي:

  1. يقود اللعب إلى الاكتشاف والتفكير والتعليل.
  2. يقود اللعب إلى العلاقات الاجتماعية.
  3. يقود اللعب إلى النمو المعرفي.
  4. يقود اللعب إلى التوازن العاطفي والانفعالي.
  5. يقود اللعب إلى النسق الأخلاقي القيمي للطفل.

 

أهمية اللعب في حياة الطفل

لما كان للعب أهمية واضحة في حياة الطفل، أنه نشاط ممتع له ويكتشف ذاته والعالم المطلق، ويتعلم الوعي بذاته ويكسب مهارات مثل الاتصال بالآخرين والتفكير المنظم.

وهو وسيلة للإفساح عن المشاعر والأحاسيس ويكتسب الاتجاهات والقيم والعادات والأفكار الصحيحة والشعور بالمسؤولية والارتياح واللذة والمثابرة والاستقرار.

تشير ليلى يوسف في عام 1964م إلى أن اللعب من مراحل التوافق الاجتماعي عند الطفل ووسيلة لتكوين الاتجاهات لديه نحو الآخرين.

يرى حامد زهران في عام 1971م أن اللعب سلوك يقوم به الفرد بدون غاية مسبقة، وأكد على أهميته النفسية في التعليم والتشخيص والعلاج.

يظل اللعب جزءًا مهمًا في حياة الطفل حيث يمارسه بطريقة واعية أو غير واعية، وأن اللعبة الجيدة هي التي تساعد الطفل على تطوير آليات متعددة تتمثل في النواحي والأبعاد العقلية والاجتماعية والشخصية والجسمية.

 

علاقة اللعب بالأبعاد المعرفية الشخصية الجسمية الاجتماعية

1- البعد العقلي والمعرفي:

إن اللعبة التي تقدم للطفل لا بد وأن تحمل بداخلها هدفًا تسعى من خلاله لتنمية لدى الطفل من مهارات التفكير والذكاء لأنه يغلب عليه مرحلة التفكير العشوائي، وهو يحاول استكشاف العالم المحيط به دون خبرة سابقة، ويحاول فهم اللعبة وتركيبها دون قواعد واضحة، كما تساعد اللغة في إتقان اللعبة كما يرى العلماء أن اللغة والتعلم مرتبطان، ويمكن من خلال اللعب أن يتعلم ويكتسب نمط التفكير الذي يتم من خلال الملاحظة من خلال الدراسات التجريبية نكتشف مجموعة من النتائج يمكن تلخيصها بالآتي:

  1. نمو مهارة جمع المواد بحرص وأدب ويجعل منها شيئًا يثير اهتمامه.
  2. الرسم الحر بالأقلام والتعبير الحر عما يراوده من أخطار.
  3. ازدياد النمو اللغوي واتساع استخدام الرموز.

 

من الألعاب الذي تنمي عند الأطفال الناحية العقلية:

الدمي/ الطيور/ الحيوانات

التصنيف والتمييز

الكرة

تنمية المهارات الحسية والعضلات

الميزان

تنمية التوازن

الفك والتركيب

تنمية التفكير والذكاء

الحروف والكلمات

تنمية التفكير واللغة

التسلسل العددي

التفكير المنطقي

الطبيب

تنمية ذاكرة الطفل

بناء المكعبات

تنمية الابتكارات والتفكير

الصلصال

تنمية الخيال والإبداع

المطبخ

تنمية المهارات العقلية

تكملة الأشكال الناقصة

تذكر وتعرف

الألغاز

تنمية المهارات العقلية

الصور

تنمية القدرة على الإدراك والعلاقات

الأرقام

التعرف على الأرقام والتوافق بين الحركة والحركة.

القصص

تقوية الذاكرة

بطاقات التطابق

تنمية الفهم

 

يعتبر اللعب بالنسبة للطفل كالعمل بالنسبة للكبار، فهو ميزة من مزايا حياته ووسيلة جيدة لتعلمه، فمن خلال اللعب يتعرف الطفل على العالم المحيط به ويكتشف الكثير من أسراره. وإذا كان البيت بالنسبة للطفل يزوده بالأمان فإن اللعب يزوده بالفرصة للتدريب وتوسيع خبراته سواء المعرفية أو الاجتماعية أو اكتسابه للمهارات المختلفة.

فمن خلال لعبه يجمع الكثير من حقائق الكون، وتساعد اللغة الطفل على التخلص من كثير من مخاوفه واضطراباته. فاللعب الإيهامي يجد الطفل فيه فرصة في التعبير عن مشاعره وحاجاته كما يمكن اكتشاف مخاوفه وآماله هذا بجانب أنه من خلال اللعب يتعلم كيف يتصل بالآخرين ويشاركهم أفكارهم وخبراتهم ويتعرف على أدواره وينمي علاقاته ومهاراته الاجتماعية كما ينمي بعض المعايير الخلقية كالعدل والصدق والأمان والتعاون.

لذلك عندما يحسن استغلال اللعب فإنه يؤدي دورًا فعالًا للنمو المتكامل والسوي للأطفال، حيث يجد الأطفال متعة كبيرة في ممارسته نظرًا لانسجامه مع ميولهم الطبيعية، فهم يلعبون فيتعلمون الكثير من المعلومات ويكتشفون الكثير من الحقائق والعلاقات، ويكونون الكثير من المفاهيم والمهارات والقيم التي تتصل بحياتهم اليومية والبيئة المحيطة بهم.

 

2- تحديد أغراض وأهداف اللعب:

عندما تخطط المعلمة لأن يمارس الأطفال لعبة ما فإن عليها أن تسأل نفسها أولًا: ما الأهداف اللي يجب أن يحققها هذا النشاط؟ هل الهدف تنمية الحصيلة اللغوية للأطفال؟ هل تحتاج مرادف اللعب مدة زمنية معينة؟ هل تتوافر في أركان اللعب فرصة لمواجهة الحاجات الفردية للأطفال؟ هل يمكن للأطفال خلال موقف اللعب بالمكعبات أن يدركوا بعض العلاقات الرياضية؟ أو يستخدموا مسميات الأعداد؟ وهكذا تحدد المعلمة الأهداف اللي تبغي تحقيقها من كل لعبه، ثم توفر الفرصة لممارسة هذه اللعبة أو تلك. فمثلًا في اللعب باستخدام المكعبات أو باستخدام ركن المنزل يمكن أن تحدد المعلمة مجموعة من الأهداف مثل:

  • استنارة إمكانية الطفل لاستخدام أكبر قدر من الكلمات، ولاسيما أسماء الأشياء المحيطة من خلال اللعب الإيهامي في ركن المنزل.
  • تشجيع الطفل على المزيد من اللعب الخيالي، وتحديد أدوار أفراد الأسرة من خلال ذلك.
  • التشجيع على التحدث واستخدام كلمات جديدة أثناء بنائه لبرج من المكعبات.
  • توجيه اهتمام الطفل أثناء اللعب بالمكعبات نحو محاكاة نماذج واقعية.

بعد الانتهاء من تحديد الأهداف من لعب الأطفال يصبح أمام المعلمة أن توفر الأدوار والفرص والمناسبات لتحقيق هذه الأهداف، وتوجيه الأطفال نحو تحقيق الأهداف. وتعتبر الملاحظة المباشرة لما يحيط بالطفل في البيئة الخارجية من أفضل الأساليب في تنمية اللعب الخيالي، وتوفير مادته وأسلوبه لدى الطفل.

وذلك كما هو الحال في ملاحظتهم لعمال يعملون البناء، أو عمال في محطة البنزين، أو أفراد يعملون في المطار، أو غير ذلك مما يحيط بهم في بيئتهم الطبيعية. وقد يعقب المشاهدات توفير فرص في حجرة الصف ليمارس الأطفال ما شاهدوه على الطبيعة، فيحاكونه بطريقتهم الخاصة من خلال مواقف لعب الأدوار، أو التمثيليات، أو من خلال الرسم والتلوين، أو الغناء والموسيقى أو غير ذلك من الأنشطة التي تعتمد على مفهوم اللعب.

يتطلب الأمر من المعلمة بعد أن توفر الفرص والأدوات لممارسه الأطفال لبعض مواقف اللعب المخطط لهم أن تلاحظ الأطفال أثناء نشاط هذا. وتساعد عملية ملاحظة الأطفال في التعرف على العديد من الأمور أو المشاكل التي قد يكون لها تأثيرها على الأطفال أثناء ممارسة المواقف أي أثناء اللعب.

إن مواقف اللعب بالروضة هي جزء من العملية التدريسية، بل إن اللعب هو القاسم المشترك في جميع الاستراتيجيات التدريسية التي يستخدمها المعلم من أجل تعلم الطفل. لذلك فقد اقترحت (سميلانسكي)1968  ضرورة اشتراك معلمة الصف مع الأطفال في بعض مواقف اللعب. وقد جاء اقتراحها بعد أن قامت بدراسة على الأطفال المحرومين للتعرف على طبيعة ونماذج لعبهم. حيث لاحظت أن هؤلاء الأطفال تنقصهم الخبرات والأمثلة يمكن أن يحذوا حذوها، لذلك فإن ألوان لعبهم محدودة، ومتكررة، وينقصها الابتكار والتجديد. لذلك فقد اهتمت بالتأكيد على ضرورة مشاركة المعلمة لأطفالها في لعبهم، بشرط أن تأتي مشاركتها بعد أن يختاروا اللعبة التي يرغبونها بأنفسهم، حتى لا تفرض عليهم مواقف أو أسلوبا تعبيريًا لا يناسبهم.

وهكذا يتضح أن اللعب هو الأسلوب الأمثل لتعلم طفل هذه المرحلة واكتسابه العديد من الخبرات المعرفية، وتحقيق النمو الشامل المتكامل للطفل. وقد بينت دراسات (سميلانسي 1968) أن الأطفال التي أتيحت لهم فرص التعلم باللعب في الطفولة المبكرة كانوا أكثر تحقيقًا للنجاح والتفوق في مراحل العمر الأكبر، بالمقارنة بالأطفال الذين لم تتح لهم مثل هذه الفرص. إن إتاحة الفرص للعب يساعد الطفل على أن يكون له أسلوبه الخاص في التعلم، وتكون له شخصيته المنفردة في أداء الأعمال وطرح الأفكار. ويصبح أكثر قدرة على الابتكار والتجديد والاستطلاع في المستقبل

 

3- البعد الاجتماعي النفسي:

يؤدي اللعب دورًا بناء في نضج الطفل اجتماعيًا واتزانه انفعاليًا، ويساعده على تكوين سلوك اجتماعي من خلال التفاعل الاجتماعي بين الأطفال، حين ينتقل من التمركز حول ذاته إلى التمركز حول الجماعة، ويشارك أقرانه خبرات اللعب ويتعاون معهم ويتعلم الأدوار الاجتماعية من خلال عملية التمثيل والمحاكاة اليومية ومن خلال الألعاب يتعلم الانضباط وتخفيف السلوك العدواني وتفريغ الطاقة.

 

من الألعاب التي تنمي الناحية الاجتماعية:

لعبة الأصوات

تنمية مهارات اللعب الجماعي

البيت

تنمية مهارات المحاكاة والتقليد

الكرة

تنمية مهارات التعاون والانتماء

4- البعد الحركي الجسمي:

تنمية العضلات الرقيقة والكبيرة من خلال اللعب ويتعلم الطفل من هذه الألعاب؛ ففوائد اللعب الحركي ينعكس على تنشيط الأداء العقلي عن طريق اللعب يمرن الطفل عضلاته وتدرب بعض الألعاب ذاكرة الطفل وتزيد من قدرته على الكلام.

من الألعاب التي تنمي الناحية الحركية:

تحريك عضلات اليدين

القطع الخشبية

تنمية العضلات الصغيرة والأصابع.

اللقفة

التآزر البصري الحركي.

الأطواق

تقوية عضلات الرجلين.

نط الحبل

التوافق بين العين واليد وتقوية العضلات الضعيفة في اليد.

شبك الخرز

معرفة النظام والاعتماد النفس والثقة.

لعبة الكراسي

تقوية أنامل اليد.

الرمل والماء

5- البعد الشخصي:

يبدأ تطوير البناء الشخصي من خلال الاحتكاك المباشر بين الطفل وبيئته الخارجية وأن تأثير الألعاب في شخصية الطفل تساعده على التعبير وإشباع الكثير من الحاجات التي لا تحقق إلا أن تلقى إشباعًا في اللعب؛ فالطفل الذي يشبع حاجاته يتجه نحو الانبساط والاتزان الانفعالي ومن خلال اللعب يتضح لنا خصائص الأطفال مثل الطفل العصبي والمنطوي أو العدواني المسيطر.

 

من الألعاب التي تنمي الشخصية:

يتعلم التعاون

شد الحبل

الاعتماد على النفس

السيارة المفككة

تحمل المسؤولية

العرائس

تنمية سلوك الانتماء

الأسرة

الاعتماد على النفس

لبس الأحذية والملابس

 

أي وسيلة أفضل من وجهة نظرك؟ لماذا؟

لا بد من اندماج جميع العوامل مع بعض حتى نأتي بالتعليم المنشود؛ فإن المخ لا يستطيع تعلم معلومات مفصلة وخاصة إذا كانت خالية من أي بهجة أو معنى؛ فإن الحفظ والاستظهار هما أفضل الطرق لصرف انتباه الأطفال وتنفيرهم من أي موضوع. إن التعلم الحقيقي المنشود الذي ننادي به يستلزم عرض المعلومات بالطريقة المناسبة والتوقيت والإيقاع المناسب والميول وفقا للخرائط الذهنية الموجودة لدي المتعلم. والتعليم الوحيد الذي يرسخ في الذهن هو الذي يقوم بالتجريب والممارسة مثل التصنيف والتحليل والاستنتاج.


الأداة البيولوجية المؤثرة في عمليات التعلم

مخ الإنسان:

ينقسم مخ الإنسان إلى فصين؛ فص أيمن وفص أيسر؛ ولكل منهما أنشطة معينة ويستخدم معظم الأشخاص الفص الأيسر من المخ أكثر من الأيمن؛ ويشعرون بالملل والتعب لأنهم يركزون على جانب واحد من المخ.

صفات كل من الفص الأيمن والأيسر للدماغ:

الفص الأيسر من المخ

الفص الأيمن من المخ

واقعي موضوعي

يتعامل بالحدس- حالم عفوي

يفكر بقيود

لا يعرف شيء اسمه مستحيل (يفكر بلا حدود أن قيود)

يفكر بطريقة متتابعة متسلسلة (1، 2 )

فني عاطفي

منطقي، محلل، متكلم

(هل الأشياء ممكنة أو غير ممكنة؟)

تخيلي، مبتكر، صامت

(يعمل على مدار الساعة، حتى أثناء النوم، يفكر بالماضي والمستقبل)

يخاطب الأرقام والرياضيات.

يحقق الألوان والرسوم (مبدع)

 
الأنشطة التي يقوم بها الفصين الأيمن والأيسر في المخ:

الفص الأيمن (قدرته 93%) يؤكد على عدة أنشطة منها:

الفص الأيسر (قدرته لا تتعدى 7%) يؤكد على عدة أنشطة منها:

الأشكال والعينات

المعالجات الفضائية

النغم والموسيقى

الصور والخيال

إبداع الأشكال

التخيل

أحلام اليقظة

الأبعاد

أنغمة الأغاني

اللغة

المعادلات الحسابية

المنطق

الأرقام

التسلسل

الخطوط المستقيمة

التحليل

كلمات الأغاني

 

خطوات إعداد اللعبة التعليمية

1- عملية الإعداد:

  • اختيار موضوع التعلم عن طريق اللعبة.
  • تحديد المجال (حركي، عقلي، وجداني).
  • تحديد الأهداف السلوكية للعبة.

 

2- جمع البيانات (الأشياء المطلوبة للعبة):

  • بيانات عن خصائص اللعبة.
  • تنظيم وترتيب البيانات المطلوبة عن اللعبة.
  • -ضع تصور كامل متكامل للبيانات للعبة.

 

3- تصميم اللعبة:

  • مراعاة العمر الزمني والعقلي للتعلم.
  • تحديد احتياجات الأطفال.
  • تحديد الخصائص الجسمية العقلية الانفعالية.
  • تحديد قوانين اللعبة.
  • تحديد التعليمات.

 

4- عملية التنفيذ:

  • مراجعة مكونات اللعبة.
  • مراجعة خطوات اللعبة.
  • توجيه الإرشادات الخاصة بالقيام باللعب.

 

5- تقويم اللعبة:

  • مدى تحقيق الهدف التعليمي والتربوي ويتم التقويم من خلال تصورات.
  • تحليل ومناقشة فحص الهدف.
  • مراجعة الاستراتيجيات.
  • فحص الأهداف وتقديم التغذية الراجعة.

 

6- اتخاذ القرار:

بعد التحقيق من صلاحية اللعبة ويتفق المشاركون في تقديمها للأطفال بحيث تساعد على اكتساب المعلومات والمهارات التي تم الاتفاق عليها.

 

ختامًا

اتضح من خلال الألعاب والنسب المئوية لكل نمط من أنماط اللعب أن الألعاب التي تنمي المهارات العقلية جاءت في الترتيب الأول، والثانية المهارات الحركية، أما الثالثة لمهارات التعرف على المفاهيم المختلفة، والرابعة المهارات الوجدانية الانفعالية، والشخصية والخامسة المهارات الاجتماعية، ويمكن ملاحظة أن رياض الأطفال لا تعطي أهمية بالألعاب التي تنمي الشخصية والمهارات الاجتماعية، ولا بد من تخطيط وتنمية المهارات الحركية العقلية والتعرف على الجوانب الوجدانية الاجتماعية، لا بد من أهمية التوازن في هذه الألعاب حيث إن أنماط الألعاب التي تنمي الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والتواجد مع الآخرين وهي ألعاب يطلق عليها ألعاب تنمية الشخصية، لا بد أن تحظى باهتمام أكبر للطفل في هذه المرحلة.
ولا بد أن يطبق مبدأ التعلم عن طريق اللعب تطبيقًا عمليًا وليس نظريًا ويكون المردود كبيرًا في اكتساب المعلومة من خلال اللعب العملي أكبر وأعمق في الذاكرة من النظري. ولكن يتم التعلم للطفل حيث تغيرات النمو التي تحدث ليست جميعها من النوع البيولوجي أو الفسيولوجي، وإنما معظم التغيرات توصف بأنها سلوكية تلعب فيها ظروف الخبرة والممارسة والتدريب دورًا كبيرًا في تثبيت المعلومات.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم