أوصى المشاركون في مؤتمر (ظاهرة التسرب المدرسي: الواقع والحلول)، الذي عقدته جامعة القدس المفتوحة بدولة فلسطين، بالشراكة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، بضرورة معالجة الوضع البيئي للمدارس، وزيادة عدد الغرف الصفية، والتركيز على دور المرشد التربوي في معالجة حالات التسرب، جاء ذلك في ختام أعمال المؤتمر الذي عقد يوم 11-12-2017.
وطالب المشاركون بالسّماح للطّلبة المتسرّبين بالالتحاق بالدّراسة، بغضّ النّظر عن سنّهم، وفق شروط ميسّرة. ودعوا إلى تركيز وسائل الإعلام على طرح مشكلة التسرب المدرسي، وآثارها السلبية على المجتمع، وتطوير قدرات العاملين وتقديم الحوافز لهم، ومنع العقاب البدني بأشكاله كافة.
وشدد المشاركون على أهمية تفعيل القوانين التي تمنع الزّواج المبكر، والتّخفيف من رهبة الامتحانات التي تثير القلق، وتوفير مرشد صحي للمدرسة لمتابعة حالات الطلبة الصحية، وضرورة تدخل المرشد والمؤسسات الأهلية على المستوى الفردي في علاج التسرب، ثم التركيز على برامج الوقاية من التسرب، وتفعيل دور مجالس أولياء الأمور.
ودعا المشاركون إلى توعية الآباء بأهمية التزام أبنائهم بالدوام المدرسي، وتفعيل الاتصال والتواصل بين الأسرة والمدرسة، وتنظيم برامج إعلامية لتوعية أولياء الأمور بأهميّة التّعليم لأبنائهم، والتركيز على دور المرشد التربوي في معالجة حالات التسرب.
وطالب المشاركون بإخضاع المعلم البديل والجديد للتدريب من خلال دورات وورشات عمل حول استراتيجيات إصلاح التعليم وإكسابهم مهارات التفكير التأملي، وتوظيف استراتيجيات إصلاح التعليم في تنمية التفكير التأملي والمهارات الأدائية التأملية كصيغة تعليمية للحد من ظاهرة التسرب المدرسي، وضرورة إجراء المزيد من البحوث والدراسات التي تهتم بالجانب التأملي لدى معلمي المرحلة الأساسية.
وأكدوا أهمية اهتمام الجامعات بمعلم التربية أثناء الدراسة الجامعية، وتزويده باستراتيجيات التفكير التأملية ومهاراته، وكيفية تطبيقها في البيئة التعليمية.
وقالوا إن هذا المؤتمر يسهم في توفير التعليم الأمثل للإنسان الفلسطيني الذي نسعى لتثبيته في الأرض الفلسطينية، وسيسهم في محاربة ظاهرة التسرب من المدارس في مختلف مدارس الوطن، رغم أن فلسطين من أفضل الدول نسبة في التعليم المدرسي على مستوى العالم.
وأكدوا أن التسرب يستدعي تكثيف الجهود، كل بدوره ومسؤوليته، تجاه هذه المشكلة، ويجب على الجهات الرسمية سن القوانين والتشريعات التي تلزم أولياء الأمور بإعادة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة؛ فقد بلغت نسبة التسرب إلى نحو (30%) على مستوى العالم. أما في الواقع الفلسطيني، فقد أشارت الدراسات إلى تزايد نسبة التسرب في السنوات الأخيرة؛ إذ كانت (13%) في العام 2010م، ووصلت إلى (30%) في العام 2016م.
من جانبه، قال رئيس المؤتمر ضرغام عبد العزيز، إن المؤتمر قدم تصورًا واضحًا حول هذه الظاهرة التي تؤدي إلى إهدار الجهود التربوية على جميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، كالانحراف، والجنوح، والالتحاق بسوق العمل في سن مبكرة، إضافة إلى التخلف والجهل بين صفوف المواطنين. وبيّن أن الحد من التسرب سينعكس إيجابًا على التنمية المستدامة وبناء دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشريف، بوابة السماء إلى الأرض، فهي مهد الديانات ومسرى الرسول وفيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
وأكد أن التعليم هو المحرك الرئيس في نهضة الشعوب وبناء جيل قادر على المحافظة على الموروث الثقافي والتطلعات الوطنية والتعاطي مع متطلبات الحضارة الإنسانية، والمساهمة بشكل فاعل في بناء مؤسسات الوطن.
وتضمن المؤتمر جلستين: الأولى حول واقع التسرب من المدارس، قدم خلالها الباحث ضرغام عبد العزيز، من وكالة الغوث، ورقة حول (ظاهرة التسرب المدرسي في مدارس وكالة الغوث الدولية في محافظة القدس)، فيما تحدث مأمون جبر، من وزارة التربية والتعليم العالي عن (الأطفال خارج المدارس في فلسطين)، وعن (التسرب من مدارس الأونروا) قدم محمد سلامة من وكالة الغوث دراسةً على مستوى الوكالة في الأقطار الخمسة التي تعمل فيها. ثم قدم محمود أبو سمرة من جامعة القدس (قراءة تحليلية لواقع التسرب المدرسي في المدارس الفلسطينية).
في الجلسة الثانية، قدم سامي عدوان، من جامعة الخليل (رؤية تربوية لحلول مقترحة للتسرب المدرسي)، فيما تحدث إسماعيل الأفندي من جامعة القدس المفتوحة عن (دور الإدارة المدرسية في الحد من ظاهرة التسرب المدرسي في مدارس وكالة الغوث)، كما تحدث ناصر مطر من وكالة الغوث عن (ظاهرة التسرب المدرسي...الآثار والحلول)، وقدمت مها توفيق سالمية من وكالة الغوث ورقة حول (التأمل كصيغة تعليمية للحد من ظاهرة التسرب المدرسي في وكالة الغوث).
.