إن الاهتمام بتنمية مهارات المتربى منذ صغره وصقلها أمر هام للغاية، وفى عصرنا لا بد للمربى أن ينظر دائما فى مدى تحلى الأفراد بالمهارات التى تساعدهم على كسب الرزق وكذلك المهارات التى تساعدهم على توصيل الدعوة بكفاءة وفاعلية أعلى، ولابد من وضع الخطط والأهداف للأفراد لكي يحدث تطورات فى مهاراتهم تساعدهم على زيادة فرص العمل وزيادة الدخل ولا يجب أن يقتصر نظر المربى فقط على الأداء الحركي والعبادى للمتربى.
قال ابن عباس: «كان ناس من الأسارى يوم بدر ليس لهم فداء، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة، وبذلك شرع الأسرى يعلمون غلمان المدينة القراءة والكتابة، وكل من يعلم عشرة من الغلمان يفدي نفسه. وقبول النبي صلى الله عليه وسلم تعليم القراءة والكتابة بدل الفداء في ذلك الوقت الذي كانوا فيه بأشد الحاجة إلى المال يرينا سمو الإسلام في نظرته إلى العلم والمعرفة، وإزالة الأمية».
ولمّا قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة، جيئ إليه بزيد بن ثابت، وقالوا: يا رسول الله، هذا غلام من بني النجار معه مما أنزل الله عليك بضع عشرة سورة، فأعجب ذلك رسول الله وقال: «يا زيد تَعَلّم لي كتاب يهود، فإني والله ما آمن يهود على كتاب» قال زيد: فتعلمت له كتابهم، ما مرت خمس عشرة ليلة حتى حذقته، وكنت أقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه، وأجيب عنه إذا كتب.
.