عبقرية المنهج النبوي في صناعة الرجال.
يعتبر المنهج النبوي في صناعة الرجال من أنجح المناهج على مدار التاريخ في صناعة قادة غيروا الدنيا، وعمروا الأرض وأقاموا نهضة حقيقية نافعة.
وكان أحد قواعد هذا المنهج هو وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، فالكفاءة العسكرية المجاهدة مكانها في قيادة الجيوش حتى لو كان إسلامها حديث كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص، وصاحب الذاكرة القوية يصاحبه لرواية الحديث كأبي هريرة، وصاحب الموهبة الشعرية للإعلام والرد على الشبهات كحسان بن ثابت وهكذا.
ويروي الشيخ محمد محمود الصواف الداعية الإسلامي في محاضرة له كيفية صناعة الرجال في القرآن الكريم، ومنهج النبي – صلى الله عليه وسلم – في صناعة جيل من الرجال بأساليب تربوية رائدة.
والشيخ محمد محمود الصواف من كبار الدعاة والمربين في بلاد الرافدين، ولد في مدينة الموصل بالعراق في 12 أغسطس 1914م، ومنذ نشأته أظهر حرصا على طلب العلم وحبه فتتلمذ على يد عدد من شيوخ وعلماء العراق.
درس علوم الشريعة بالأزهر الشريف بالقاهرة وحصل على عالمية الأزهر، وخلال تلك الفترة تعرف على دعوة الإخوان المسلمين وتربى على يد الإمام حسن البنا، ثم عاد إلى بغداد عام 1946م، وفي بغداد عمل أستاذا في كلية الشريعة، وأسس جمعية الأخوَّة الإسلامية وتحت لوائها عاش الشباب المسلم، وتمرس بمعاني الدين الحق.
أنشأ عام 1947م "جمعية إنقاذ فلسطين" وصار يجوب مدن العراق الواحدة بعد الأخرى يعدّ كتائب المجاهدين للدفاع عن فلسطين والقدس. قاد الدعوة والتربية في بلاد الرافدين، وامتحن في سبيل ذلك فثبت وصبر، وتربى على يديه كثير من الدعاة والعلماء والمربين.
توفي في 9 أكتوبر 1992م في مطار اسطنبول وهو يستعد للعودة إلى جدة .ونقل جثمانه إلى مكة المكرمة، ودفن بالمعلاة.
من مؤلفاته: أثر الذنوب في هدم الأمم والشعوب، أم القرآن وخير ثلاث سور أُنزلت، بين الرعاة والدعاة، تعليم الصلاة، دعاء السحر، رحلاتي إلى الديارالإسلامية(أفريقيا المسلمة)، صرخة مؤمنة إلى الشباب والشابات، صفحات من تاريخ الدعوة الإسلامية في العراق، القرآن: أنواره،آثاره،أوصافه.
.