الحج

متحررة ولكني أصلي وأحب الحجاب

يجيب عنها خالد حمدي

أعيش في بيت منفتح علي الحياة بعض الشيء فهو لا يعرف كثيرا ما يسميه البعض قيود الحياة، لذا تجدني وإخواتي نسمع الأغاني بأنواعها ونخرج مع الأهل أو الصديقات المعروفات إلي السينما والمجمعات ونلبس الثياب الفاخرة ونتعامل مع الحياة بشيء من التحرر إن صح التعبير.

غير أني أصلي الصلاة علي وقتها، بينما بقية البيت يجتهدون في المحافظة عليها فيستقيمون حينا وتضيع منهم أحيانا أخري.

ومشكلتي أنني أحب الحجاب والحشمة وأفرح عندما أجد نفسي مثل بعض زميلاتي المحتشمات دون خصلة مكشوفة من الشعر ذات اليمين وذات الشمال أو غطاء للرأس وما هو بغطاء إنما هو غطاء لآخر الرأس كما أراه علي رأس أمي وأخواتي اللاتي يظهر من شعرهن أكثر مما يختبئ.

ربما تسألني وما يمنعك أن تلبسي ما تشائين وتتحجبي كما تحبين والرد للأسف يكمن في أن أمي هي التي تمنعني من ذلك!!

فبمجرد أن أبدأ في الحديث عن هذا الموضوع حتي تنهال علي زجرا وتوبيخا وتخويفا لي من عواقب ما أفكر فيه...إلخ.

إنها تريدني ألبس وأعيش مثلها ومثل أخواتي اللاتي تطبعن بطبعها كلاما ولبسا وحياة مهما كان فيها من سلبيات غفر الله لها.

إنني أحب أمي فهي طيبة ودودة معي إلي أبعد حد لكنني الآن طالبة جامعية أعرف كيف أختار لنفسي، وأعرف أيضا أن الله سيحاسبني عن نفسي لأنني بلغت سن التكليف.

إنني في حيرة بين امي التي تريدني أجمل الفتيات وتريدني زوجة لعريس لا تريد له التأخر، وبين أن أفعل ما يرضي الله عز وجل، علما بأن سطوة أمي علي بيتنا يصعب مقاومتها فبماذا تأمرني وتنصحني؟

 

الرد

 

أفرح كثيرا عندما أري أحدا من الشباب أو الفتيات الصغيرات متمسكا بقيمه وأخلاقه ودينه ويريدها برغبته دون ضغط من أحد، وأفرح أكثر عندما أجده يتحدي ما يحول بينه وبين إلتزامه وأخلاقه فجزاك الله خيرا علي ما بثثتيه من أمل لا ينقطع في شباب المستقبل.

أما عن الخلاف بين الوالدين وأبنائهم علي أمر التدين فهو خلاف قديم منبعه الخوف الذي يختلف نوعه حسب البيئة، فهو إما خوف عليه من وصمة الإرهاب كما هو كائن في بعض الدول أو خوف عليه من أمر الرزق بنوعيه المادي والمعنوي.

وأمك من هذا النوع الثاني الذي يطلب لك ولأخواتك رزق الزواح بالأسباب التي تعجل به من وجهة نظرها وهو إظهار المفاتن ومواضع الجمال ظنا منها أن هذا هو الذي سيعجل بالخير لك ولأخواتك، ونسيت المسكينة وغيرها من الأمهات المسكينات أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته وأن السفور والتبرج والخروج إلي المجمعات والإنفتاح علي المجتمع بلا ضوابط وكل ما ذكرتيه عن بيئتكم – لن يأتي إلا بعريس علي نفس الشاكلة لا دين ولا اخلاق يأخذك لشهوة نفسه ثم سرعان ما تاتي المشاكل التي لا تنتهي في البيوت.

المهم – حتي لا أطيل عليك- هذا قدرك وعليك أن تتعلملي معه بحكمة لأنك تريدين ألا تغضبي ربك لأنه سبحانه الأبقي لك، وألا تغضبي أمك قدر استطاعتك لأنها أمك التي أمرك الله ببرها.

لذا أنصحك بالآتي:

أولا: تقدمي في طريق حجابك بالتدريج وفي كل خطوة تكسبينها وطدي علاقتك القلبية بأمك.

ثانيا: عمقي من قناعتك بالحجاب من خلال قراءتك عنه، وسماعك عن فرضيته وتمسك المؤمنات به حتي لا تضعفي في طريق إقناع الآخرين بما تريدين.

ثالثا: أخري الصدام مع الوالدة ما استطعت إلي ذلك سبيلا، حتي لا يطول طريق اقتناعها بحجابك.

رابعا: أشعريها بما أضفاه عليك تدينك من خلق كريم ونبل في التعامل ورقي في التفاهم معها ومع غيرها حتي تربط الحجاب بسلوكك. الأخلاق الذي صاحبه.

خامسا: استعيني بمن تقدره والدتك من الأهل في اقناعها بطريقة غير مباشرة في الرضا عن حجابك وترك الحرية الشخصية لك في هذا الأمر.

وأخيرا: لو أصرت والدتك علي خلعك الحجاب بعد كل محاولاتك ألا تغضبيها فازدادي أنت تمسكا بحجابك حتي لو غضبت عليك لأن غضبها أهون من غضب الله، ولأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق حتي ولو كان هذا المخلوق هو أمك، وكلي ثقة أنه علي قدر تمسك أهل الحق بحقهم يزداد من عداهم ضعفا لأن الفارق كبير بين من يستقوي بالله ومن يخالفه. ثبتك الله علي الحق والهدي

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم