ابنتي في التعليم الجامعي، وقد كانت متفوقة منذ صغرها حتى الأول الثانوي، لكن منذ أن انفصل زوجي عنا، أخذ مستواها التعليمي في النزول تدريجيًا، وبعد أن كان مستواها يؤهلها لدخول كلية الطب؛ تراجع حتى أدى لالتحاقها بكلية خارج إطار استعداداتها، وهذا جعلها تتعامل بفتور مع دراستها ولا تهتم بكونها نجحت أم لم تنجح، وأخشى أن ترسب وتحبط فتترك التعليم كلية، وأخشى أن تمتد تلك الروح لتطال طريقة تعاملها مع الحياة والمسئوليات التي تنتظرها كفتاة يافعة تستعد لأن تكون زوجة وأمًا؟
من خلال كلامك يمكننا استشفاف أن ابنتك لديها مشاعر اكتئابية، وهذه المشاعر الاكتئابية تتجلي في الشعور بالإحباط، وتشتت الأفكار، وافتقاد الفاعلية والدافعية، وكل هذا دليل على الاكتئاب، والذي يكون أيضًا مصحوبًا في بعض الأحيان بنوع من التكاسل أو عدم استشعار أهمية العلم.
وفى هذه الحالات يقع على الأسرة دور كبير فيما يسمى العلاج السلوكي، إذ سيكون على الأسرة عدة أدوار مهمة ومحورية في العلاج منها:
- أن تخلق الأسرة وتغرس لديها من جديد إحساس الإنسان بأهمية العلم.
- عمل كل ما من شأنه أن يرفع من همتها.
- مساعدتها على أن تنظم وقتها، وأفضل طريقة لتنظيم الوقت واستثماره هو أن تنام ليلًا نومًا مبكرًا، وتستيقظ مبكرًا، وتصلي صلاة الفجر، حيث أن النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، مما يحسن كثيرًا من التركيز، ويمكنها أن تدرس ساعتين بعد صلاة الفجر وتذهب بعد ذلك إلى كليتها، فقد أثبت العلم أن كل المواد الإيجابية الدماغية تفرز في فترة الصباح، الأوكستوكسن، الأندرفنز، الأنكفلنز، السيرتونين؛ هذه كلها تفرز في فترة الصباح.
- تشجيعها على أن تمارس الرياضة، فالرياضة تقوي من الدافعية وتحسن الإقدام على فعل الأشياء، وتزيل الهشاشة النفسية.
- مرافقتها في نزهات لترفه عن نفسها بما هو طيب وجميل.
- دفعها إلى أن تدرس مع مجموعة من وقت لآخر.
- ينصح باحتساء القهوة ولو مرة واحدة يوميًا.
- إلى جانب كل ما سبق فهي تحتاج إلى تواصل اجتماعي، وإلى سند اجتماعي؛ إذا كان ذلك في الإمكان، ومهما كان وضع الأب في الحالة الاجتماعية القائمة إلا أن دوره في حياة ابنته مهم وضروري لمساعدتها على التعافي.
وأخيرًا ربما يكون من الجيد أن ترافقوها إلى طبيب، سواء طبيب باطنة أو طبيبًا عموميًا، ليُجرِيَ لها بعض الفحوصات العامة، كي يتأكد من مستوى الدم، ومستوى وظائف الغدة الدرقية، مستوى الكوليسترول، مستوى الدهنيات الثلاثية، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى فيتامين (ب 12) وفيتامين (د)، فهذه أشياء أساسية وضرورية، وإن كان ثمة نقص في أي مكون، فسوف يقوم الطبيب بإعطاء العلاج اللازم، وربما ترافقيها لطبيب نفسي لإعطائها بعض من محسنات المزاج بما يُمَكِّنُهَا من ممارسة حياتها بدافعية أكثر.