الطفل العنيد ليس مشكلة نابعة من ذاتها وإنما هو شخصية لم يتم الوصول إلى مفتاحها، ولذلك تتكاثر التساؤلات والشكاوى، وهى مشكلة يعاني منها الوالدين والأشقاء والرفاق والمعلمون فيما بعد، والحل هو أن نحاول التعرف على مفتاح تلك الشخصية والتعرف على احتياجاتها ومشبعاتها، والبعد تمامًا عن ما يشعره بأنه قد نجح في مضايقة من حوله وهذا يستدعي أولًا الهدوء وأقصى درجات ضبط النفس لدينا؛ فهذا يمنع إيصالنا لدرجة الغضب، بعد ذلك إذا هدأنا أكثر سوف نرى تطورًا؛ ويفضل التعامل معه بالنقاش والتوضيح والحوار الإيجابي.
أيضًا علينا تغيير أنماط الحياة من حوله ومراقبة درجات التغيير الحادثة في حالته جراء التغيير الذى أجريناه، وهناك أناس كان لديهم أطفال حالتهم مثل تلك الحالة وعندما كفوا عن الضجيج وبدأوا يبحثون عن أسس المشكلة وجدوا أن انشغالات الأب المستمرة وعدم قدرته على قضاء وقت معهم قد دفع بالابن إلى سلوك طريق التمرد والعناد وجلب الإحراج لوالديه أمام الناس، وبعد سلوكهم برنامج علاجي جديد تضمن تواجد أكثر للوالد والخروج في نزهات أكثر من مرة في الأسبوع وتغيير دفة الحوار العائلي ليصبح تشاركيًّا متعدد الاتجاهات بدلًا عن الأسلوب الأحادي الاتجاه الذى كان متبعًا، كل هذا أحدث تغييرات لدى الابن لم يصدقها من كانوا حوله وعانوا من عناده وأكمل حياته كطفل أكثر سلاسة ومرونة.
أيضًا الهدايا التحفيزية تلعب دورًا كبيرًا يفوق في تأثيره أثر مائة ألف كلمة تهديد أو توبيخ، إذ يمكننا رصد سلوك واحد من التصرفات التي يفعلها الطفل وتثير المشاكل، وكلما أحرزنا تقدمًا في محاولة التغيير والتخلص من السلوك السلبي نعطيه تقييمًا تشجيعيًا وكذلك هدية تشجيعية، والحذر كل الحذر من الإيحاء للطفل بأنه لن يتحسن ولا جدوى من الكلام معه أو أي شيء من هذا القبيل؛ لأن هذا سوف يزيد الحالة سوءًا ولن يحل المشكلة على الإطلاق.