الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

اللامبالاة عند المراهق حصاد التربية المتسلطة
الإستشارة

ابني في الثاني الثانوي وكان قبل ال 15 عامًا طفلًا فعالًا وذو همة ويحب مساعدتنا في البيت ويحب تقديم المساعدة للآخرين، وكان الكل يحبه لهذه الصفة لكن والده الوحيد بيننا الذى لم يكن متفائلًا بذلك وكنا نستغرب من ذلك فكان أبوه يرى أنه يفعل ذلك ليس لأن طبيعته هكذا؛ وإنما ليجتذب حب الناس وإعجابهم، ولكن بعد تلك المرحلة انقلب إلى النقيض، إلى حالة من اللامبالاة والأنانية بطريقة غير عادية؛ فلا يعبأ لأى مشكلة تحدث في البيت ولا يميل إلى مساعدتنا مثل السابق، ويمكث في غرفته الساعات الطوال عاكفًا على التليفون المحمول، لا يهتم بترتيب غرفته أو تنظيفها كما كان في السابق، يهمل صلاته وحفظ القرآن، ولا يطور نفسه ثقافيًا ولا أدري هل سوف تستمر تلك الحالة وتلازم شخصيته طوال العمر أم أنها عرض من أعراض المراهقة وسوف تمر وتعود الأمور إلى طبيعتها؟

 

الإجابــة

رغم أن مرحلة المراهقة تنتابها كثيرًا من المشكلات التي تؤرق الوالدين ولكن تلك المشكلات في الغالب سببها هي أخطاء في التربية تكمن في نفس الطفل ولا يستطيع إدراكها أو التعبير عن رفضه لها إلا عندما يكبر الطفل وينفجر بركان الإنسان الذي يكبر في داخله، في تلك المرحلة تكون حساسيته للمشكلات التي حدثت معه في الطفولة كبيرة أكثر من اللازم، أي أكبر من الحجم الحقيقي للمشكلة، وهو أمر يعتبر من أهم سمات تلك المرحلة، ومن هنا يأتي الصدام ويحدث الانزعاج من قبل المحيطين بالمراهق.

ويَعْزِي بعض التربويون حالة المبالاة إلى خضوع المراهق في طفولته إلى تسلط الوالدين أو أحدهما أو الأشقاء الأكبر، وهو ما يخلق إما ردات فعل عنيفة من المراهق أو ردات انسحابية وهي ما يعرف باللامبالاة، وعلاج ذلك يكون بإعلاء روح الحوار والصداقة في الأسرة، ولفت النظر للأخطاء بطريقة غير جارحة أو عقابية وإنما بأسلوب التناصح الجميل.

واللامبالاة هي خيار هادئ يختاره المراهق لنفسه لينعزل عن مجتمعه الذى يشعر أنه ظلمه أو أخطأ بحقه، ورغم أنه من الأعراض الصامتة إلا أنه قد يقف وراء مشكلات عديدة منها التأخر الدراسي، نمو روح الانطوائية والسلبية وملازمتها للشخصية، وهو عرض من أعراض المراهقة التي يجب التعامل معها ومحاولة حلها أو التقليل من انعكاساتها حتى لا تلازم شخصية الابن بصفة دائمة، وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين برعوا في مهارة ما أو رياضة ما منذ طفولتهم تقل تلك الأعراض لديهم، ويمرون من مرحلة المراهقة بشكل أكثر سلاسة من غيرهم، وهذا يتطلب منا توجيههم إلى ممارسة الهوايات وتشجيعهم نحو النجاح فيها وإثبات ذواتهم وتطوير إمكانياتهم منذ الطفولة مما يعزز روح الثقة بالنفس والروح الإيجابية المتفاعلة.

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت