ابنتي ذات الأربعة سنوات شقيه وحركية جدًا، ونحن نعيش في قرية وهى تخرج تلعب في الشارع طوال اليوم وإذا أحببت أن أدخلها إلى البيت تظل تبكي وتقاومني وترفض ترك اللعب والعودة إلى البيت، وأظل أفاوضها وأسترضيها للدخول، وكل المقربين منا يقولون أنني أظهر أمامها كأني ذات شخصية ضعيفة، وهذا يجعل منها شخصية أقوى مني بحيث لن تكون تحت سيطرتي فيما بعد إذا كَبُرَت على هذا الحال، والأغلبية تنصحني بأن أستخدم الضرب لتهدئة حركتها وشقاوتها، بينما البعض يرى أن لا داعى للضرب وأن التربية الحديثة ترى في الضرب وسيلة لإخراج إنسان خائف وجبان.. فماذا أفعل؟!
الطفل الحركي الذي يتطور ويتعلم من البيئة ويتقدم في معارفه، والذي له شخصية ورأيه الخاص هو طفل طبيعي وهو أيضًا طفل ذكي ومبدع وهو ما تحتاجه الأمة، وهناك فرط حركة يصاحبه تشتت في الانتباه وهذا النوع من الأطفال غير قابل للتلقي والتعلم وهى حالة تستدعي التدخل والعلاج، لكن من خلال كلامك فإن طفلتك من الأطفال الحركيين حركة صحية وهي تميل إلى اللعب الجماعي وهي صفة جيدة، فلا تكسري فيها ذلك؛ ولكن اعقدي معها اتفاقيات؛ أن تلعب وقتًا محددًا وتساعدك في البيت كأن تناولك شيئًا بسيطًا أو ترتب لعبها، ووقتًا آخر تقرؤون معًا قصةً ووقتًا آخر تحفظ قرآنها؛ وأفهميها أن التوازن سيجعل منها شخصية عظيمة، وكافئيها إذا سمعت الكلام.
وأما بكاؤها عند الانصراف من اللعب فهو تصرف يتصرفه كل الأطفال وكنا نفعل ذلك ونحن صغار؛ وهذا يستدعي منك أن تصنعي في البيت بعض المشوقات التي تبدد ملل المكث في البيت لدى الطفلة، حيث من الممكن أن تخصصي فترة للأعمال الفنية التي تتشاركينها معها واجعليها تصنع بيديها ما تفخر به من أنه صنع يديها، كَسِوَارٍ جميل من الخرز أو حتى الأزرار أو رابطة شعر أو توكة أو عروس من القماش المحشو بالأكياس، كنوع من تعليمها إعادة التدوير أو زينة أيام ميلادها أو رسم أول حرف من اسمها على كرتون ثم تغطيته بورود، أو كُرَات من الأكياس البلاستيكية وعلقيها في غرفتها؛ بهذا سوف تحب العودة إلى البيت مثلما تحب الانطلاق إلى الشارع كي تلعب.
إن طفلتك روحها وَثّابة ونفسها منطلقة وهي صفات قيادية أو إبداعية فلا تكسري فيها ذلك كي تُرضِي الآخرين.