الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

أنانية الطفل.. العمل الجماعي خير علاج
الإستشارة

أنا معلمة ولدي في الفصل طفل متفوق، ولكنه أناني يرفض التعاون مع زملائه أو مشاركتهم اللعب، وحتى عندما يلعب معهم مباراة كرة قدم مثلًا لا يميل إلى التعاون مع فريقه ويحب دائمًا أن يظل منفردًا بالكرة، ويحب أي نشاط يجعله منفردًا ويظهر قدراته منفردًا، وعندما تحدثت إلى والدته وجدتها تشتكي من نفس الأمر، وأنه منذ الصغر وهو يرفض أن يشاركه أحد أي لعب أو أي شيء؟!

 

الإجابــة

للأسف صفة الأنانية أو حب الانفراد بالعمل وحيدًا هي سمه تكرسها الممارسات غير الديمقراطية التي تعيشها العديد من مجتمعاتنا العربية، وهذه الممارسات تركت ظلالها على نمط تفكير الأسرة والمجتمع وحتى على بيئات العمل، وأساسها وجود ثقافة أن حكم الفرد ربما يكون أكثر جدوى من فريق متشاكس، وأحيانا يتم إفساد التفكير بروح العمل الجماعي تأسيسًا لفكرة ميزة حكم الفرد.

قديمًا كان الأب يحكم البيت بقرارات فردية وسرية أحيانًا ولا يجوز النقاش أو يحتمل التعاون والمناقشة، وكذلك بيئة المدرسة والنظام التعليمي وبيئة العمل.

مع ثورة التكنولوجيا وانفتاحنا على تجارب الآخرين بصورة أكثر، شعرنا بالحاجة إلى إحداث نوع من التغيير في طريقة حياتنا وطرق تفكيرنا، ومن ثم بدأنا نشعر أن الروح الفردية مرض يحتاج إلى وقفة وبحث.

وبالرغم من أن ديننا أعلى من قيمة العمل الجماعي وفضله بدرجات إذ جعل الإسلام العبادة الجماعية أعلى بدرجات من العبادة الفردية، وديننا الذي قال أن يد الله مع الجماعة، ولو مكثنا نعدد المواضع التي تحث على العمل الجماعي في ديننا في القرآن والسنة لاحتجنا إلى مجلدات لحصر ذلك، ورغم ذلك وللأسف ونتيجة لبعد الأمة عن جوهر الدين ضاعت منا تلك القيم وأصبحنا نبحث عنها ونتعرف عليها من الآخرين.

إن علاج مشكلة الأنانية في الفرد أو في المجتمع يأتي من خلال التركيز على ممارسة معظم مهام حياتنا بصورة جماعية ما استطعنا، فلنجهز الطعام معًا كجماعة، ونعد المائدة في جماعة، ونأكل كجماعة، ونلعب كجماعة، ونشاهد التلفاز في جماعة، وحتى استذكار الدروس يمكن أن يتم بشكل جماعي، وعلينا أيضًا أن نعدد قراءتنا حول العمل بروح الفريق وإدارة مشكلات العمل الجماعي حتى نخلصه من المشكلات التي تقلل دافعية الناس إليه، وأن نكرس ثقافة العمل الجماعي لدى أطفالنا من خلال حثهم على الصلوات الجماعية والعمل التطوعي ضمن فريق، والخروج في رحلات جماعية وغير ذلك مما يجعل العمل الجماعي سمة حياة وليس مجرد سلوك عابر أو طارئ أو اختياري قد نقبل العمل به أو نرفض، بل العكس لا بد أن يكون العمل الجماعي قاعدة بينما العمل الفردي هو الاستثناء.

 

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت