الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

الملل من المذاكرة.. النظام والتحفيز يصنعان التوازن
الإستشارة

ابني ذو السبع سنوات يرفض الجلوس للمذاكرة، يتمتع بذكاء عالٍ ولكنه في بداية سنوات التعلم ويحتاج إلى تأسيس، ولكنني أبذل مجهودًا شاقًا في جعله يجلس إلى الطاولة لكي استذكر معه دروسه؛ فهل من طرق لجعله يحب المذاكرة لأن ذلك سوف يوفر جهدي وطاقتي معه؟!

الإجابــة

نحسن العمل إذا اكتشفنا مشكلاتنا مبكرًا، وبحثنا عن حلول لها مبكرًا، والابن في تلك الحالة ما زال صغيرًا، ومن ثم فإنه يمكننا تعديل أنماط السلوك بسهوله أكبر مما لو كان قد بلغ العاشرة أو الثانية عشرة أو أكبر من ذلك، إذ أن الطفل الطبيعي في هذه السن يسهل تشكيل سلوكه والتحكم في تشكيل نظام حياته بدرجه أو بأخرى.

والمذاكرة ليست مهمة منفصلة عن برنامج الحياة اليومية، لذا فكلما كانت حياتنا منظمة ولها تراتيب محددة فإنها توفر كثيرًا من الطاقات والجهود؛ وتترك آثارها على نفسية وتفكير كل أفراد الأسرة، بما فيهم الصغير وحتى الذي هو دون سن الإدراك.

 ومن خلال متابعاتي لأسر عديدة مررت عليها وجدت أن الأسر التي تضع للاستذكار برنامجًا محددًا وصارمًا منذ اليوم الأول في حياة الابن المدرسية، غالبًا يكون أبناؤها متفوقون وملتزمون وجادون ويتمتعون بتفكير منظم، فهناك أسر جزء من النظام لديها أنها ترفض حتى أن ينام أولادها بعد المدرسة، وإنما تسمح لهم بتناول غداءهم وبعض الراحة القليلة ثم الشروع في أداء الفروض المنزلية والانتهاء منها قبل الليل، ولا تسمح لأى ظرف مهما كان أن يؤثر في البرنامج، وتضع قوانينًا لاستخدام الترفيه؛ فلا تسمح به إلا أيام الإجازات الأسبوعية، أو العطلات الرسمية، وحتى الترفيه اليومي فتسمح به في حدود معقولة وبعيد أداء الفروض المدرسية، ولا تسمح بامتداده إلى وقت متأخر من الليل بما قد يؤثر على يقظة البناء في الصباح، ومن ثم تتأثر قدرتهم الاستيعابية في المدرسة.

فالمذاكرة وإيمان الأبناء بأهمية الدراسة والاستذكار تكرسه الأسرة حسبما تفرد له من مساحات في جدول حياتها ونظامها وأولوياتها، ومع النظام الجاد وشيء من التحفيز وعلاقة جيدة مع المدرسة نبني علاقة تعاونية في مساعدة الطفل على التعامل مع أعباء الدراسة والاستذكار بقبول وانسجام أكثر، ولكي يستجيب الابن للنظام لا بد أن نظهر له أنه غير قابل للتغيير أو التنازل عنه، فهذا يضعف محاولاته وآماله في كسر النظام، أيضًا لا بد أن نرصد له مكافآت تحفيزية يحصل عليها إذا انتهى من واجباته، وأخرى إذا حصل على علامات جيدة في الاختبارات المدرسية، وأيضًا في حال التزامه بالنظام الروتيني ما بين البيت والمدرسة فمن حقه أن يتمتع بعطلة حقيقية يجدد بها نشاطه وحيويته ويشعر بها بالحرية من قيود الروتين والنظام الصارم.

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت