الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

طفلك الخيالي.. راقبيه حتى تطمئني
الإستشارة

ابن أختي في السادسة من عمره وعندما قَدّمت أمه له السندويتشات لكي يأكلها، رفض أكلها؛ وقال أن السندويتشات تبكي وتتوسل إليه ألا يأكلها؛ وأختي منزعجة جدًا من أن يمتنع ابنها عن الأكل كلية إذا استمر في هذا التفكير، فما الحل؟

 

الإجابــة

الخيال يعتبر سمة أساسية في تفكير الأطفال ربما إلى الثانية عشرة مع تطور المنطق في التفكير على امتداد المرحلة، والخيال أحد مؤشرات العبقرية والابداع في شخصية الطفل الذي يتمتع به.. وهو موجود بدرجات متفاوتة عند الأطفال، وهو يحتاج إلى توجيه وحسن استثمار لأن هذا الخيال في حال استثماره يقدم للإنسانية عبقريًا جديدًا يضيف للبناء البشري إضافات متميزة.

وفى مرحلة الطفـولة المبكـرة والتي تبـدأ مـن ثلاث سنوات إلى ست سنوات، وهي مرحلة ما قبل التمدرس. تكثـر فـيها أسئلة الطفـل كأسلوب لمراكمة المعـارف والخبرات. في هـذه المرحلة يتعـرف الطفـل على بعـض المفاهيـم كمفهـوم الزمن والمكان والعـدد وبعـض المفاهيـم المتعلقة المأكولات والمشروبات والملابس والأشخاص. والتفكير عند الأطفال في هـذه المرحلة يتمركز حـول الذات. ويرتبط بالخيال وليس بالمنطـق، وتتداخل عندهـم الحقيقة مـع الخيال؛ فهـم يتميزون بخيال واسعٍ، إيهاميٍّ في أغلـبه، ويتحدثون ويتعاملون ويلعبون مـن وحي الخيال. فهـو وسيلتهم للشعور بالسعادة. فيلاحـظ أن اللعب الإيهاميّ أو الخيالي وأحلام اليقظة تميز هـذه المرحلة. ويلاحظ فيه قـوة خيال الطفل، حيث يطغى خياله على الحقيقة.. ويرى في القصص الخيالية واقعًا، ويكون خياله خصبًا فيّاضًا يملأ عن طريقه فجوات حديثه فتبدو كذبًا خياليًا.

والخيال رغم أنه طبيعي في مراحل الطفولة المبكرة، وأيضًا ضروري لكي نقول إن الطفل طبيعيًا، لكن إذا تحول الخيال إلى هاجسٍ ومعتقدٍ بحيث يخرج تصرفات الطفل عن المسارات الطبيعية فإننا هنا يمكن أن نسميه بالخيال المَرَضِيّ، وهو النوع الأخطر، حيث يمكن أن يشعر الطفل في تلك الحالة بأن شخصًا ما يقوم بإيذائه، أو أن والديه لا يحبانه، واستمراره في تلك الحالة رغم معالجات من حوله له يدخله ضمن تصنيفات الخيال المَرَضِيّ.

ويمكن للطفل كما في حال ابن أخت صاحبة الرسالة أن يتخيل أن الجماد يتحدث،

وهنا علينا متابعة الحالة بدقة وتسجيل ملاحظاتنا، مسجلين ما إذا كان الطفل يكرر هذا الكلام كثيرًا خاصةً مع رفاقه، أم أنه يتحدث بذلك لصرف أمه عن الضغط عليها للتوقف عن إجباره لتناول الطعام، وهل هذا الموضوع مستمر مع الطفل لعدة أسابيع أو شهور أم أنه قد انتهى منه وانتقل لموضوع جديد، وهل الموضوع خاص بالسندويتش أم امتد إلى سائر أصناف الطعام الأخرى بما قد يقوده إلى التوقف عن تناول الطعام مما يهدد صحته وحياته؟

فإذا تأكد لنا ما قد يشير إلى تضرر الطفل من هذا النوع من التفكير التخيلي، جسديًا أو عقليًا أو نفسيًا، فعلينا الإسراع بعرضه على طبيب نفسيّ يشخص حالته ويتعامل معه، أما إذا كان مجرد خيال متأثر من مشاهدة الأفلام والقصص التي تجسد الجامدات في شكل أحياء وتجعلها تتكلم وتفكر وتحب وتتألم فهذا من الخيال الصحي الذي لا خوف منه ويمكن للأسرة إقناعه بخيالية الفكرة وصرفه عنها بمجهودات قليلة بدون الحاجة إلى متخصص نفسي.

 

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت