ابنى في السابعة من عمره.. وفى مرات ليست قليلة عندما يصحو من النوم يشتكى أنه قد رأى كابوسا، وغالبا ما تتركز كوابيسه حول فقد الأم أو ضياعه بعيدا عن العائلة أو هجوم وحش عليه.. فهل هذه الكوابيس طبيعية؟ وكيف أساعده ليتخلص من آثارها؟ إذ أن اليوم الذي يرى فيه كابوسًا يكون عصبيا على رفاقه طول اليوم، وربما عنيفا في بعض الأحيان؟
تعتبر كوابيس الأطفال أمرًا شائعًا جدا وتختلف موضوعاتها فيمكن أن تدور حول أي شيء بداية من الشخصيات الكرتونية إلى الضياع في الأسواق، وفقدان الأب والأم وبصرف النظر عن موضوع الكابوس وفكرته إلا أن الشعور بالخوف حيالها لدى الأطفال هو أمر حقيقي وواقعي، ويبدأ الأطفال في رؤية الكوابيس أثناء النوم بدءا من سن الثالثة وحتى السادسة، وبنسبة 10-50 % من الأطفال في هذا السن تنتابهم الكوابيس الليلية التي تكدر صفو الوالدين.
ومن المهم أن ننتبه لمواضيع الكوابيس التي يراها أطفالنا فربما يتعلق بعضها بأشياء تحدث في حياتهم بالفعل، فقد وجدت بعض الدراسات علاقة بين مشاكل النوم لدى الأطفال وما يتعرضون له من اعتداء أو تعنيف، كما أنه من المهم أن تواكب الكوابيس المراحل التنموية المختلفة للطفل كجزء من تطوره الطبيعي؛ حيث لاحظ الخبراء أن الأطفال الصغار في الغالب يخافون من الوحوش والأشياء الخيالية، في حين أن الأطفال الأكبر سنا تدور كوابيسهم حول مخاوف حقيقية مثل التعرض للأذى من قبل لصوص أو كارثة طبيعية.
وتبدو الكوابيس بالنسبة للأطفال حقيقية لذا فأفضل طريقة للتعامل مع كوابيس الأطفال هى الاستماع لهم ودعمهم والحديث عن الكابوس معهم في النهار للتخفيف من غموضه ورهابه، وليس رفض مخاوفهم أو التحقير منها، مؤكدين لهم ألا وجود لما رأوه في الواقع وذلك بدون أن نشعرهم بالغباء أو المبالغة.
وعلينا أن نبحث عن طرق بسيطة لتهدئة الطفل فربما يحتاج الطفل إلى بعض وسائل تساعده على الشعور بالارتياح والأمان مثل:
- الدعاء قبل النوم.
- قراءة بعض قصار السور من القرآن.
- ترك بعض الأضواء مفتوحة.
- القراءة من كتاب قبل النوم.
- التلوين.
وغيرها من الأنشطة التي يمكنه القيام بها حتى يغفو، وربما من الجيد أيضا إدخال بعض المرح على روتين النوم اليومي؛ كما يمكنك أداء بعض الحركات المرحة التي يحبها الطفل حتى تساعده على الاسترخاء والنوم سريعا.
وفى حال استمرار الكوابيس واستيقاظ الطفل منزعجا أو صارخا كل ليلة فينصح بعرض الطفل على معالج نفسي لاتخاذ اللازم ومعالجة الأمر.