الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

طفلي يسألني عن الموت!
الإستشارة

 

 مع كثرة الأحداث الدموية والقتل والموت الذي يراه ابني الصغير فى التليفزيون والإنترنت وجدته يسألني كثيرًا عن الموت، فكيف أتحدث معه عن الموت وإلى أي مدى يمكنه استيعاب الموضوع؟

 

الإجابــة

 

الموت يشكل هاجسًا فطريًا عند كل الخلائق، والطفل يملك حسًا فطريًا تجاهه لكنه لا يستطيع تفسيره؛ لأنه لا يملك المعلومات الكافية ولا القدرة الكاملة ولا الاستيعاب الكافي الذي يُمكّنه من فهم المعنى الحقيقي للموت.

وتختلف قدرة الطفل على فهم الموت بحسب سنه، ولكن إلحاح الهاجس مع كثرة وتكرار حوادث الموت حوله تدفعه إلى الالحاح بتساؤلات تدل على الخوف والقلق اللذين يعيشهما، وعلى المربى أن يأخذ الامر بمحمل الجد ويجيب الطفل على تساؤلاته عن الموت بالشكل الذي يهدئ من مخاوفه، فالطفل عندما يسألنا فهو يريد مننا أن نُطمئنه لا أن نصدمه بفكرة أن حياته وحياة من يحبهم يمكن أن تنتهي فجأة.

يجب أن نكلمه عن الموت بصراحة ونشرح له أن من يموت يذهب إلى الله، حيث هناك مع الله السلام والطمأنينة والجنة إذا كنا نفعل الخير، ولا ينبغي أن نقول له إن الموت هو أن ننام ونغلق أعيننا ولا نقوم ثانية حتى يوم القيامة، لأن هذا المعني يخيف الطفل من النوم ويصيبه بالاضطراب والقلق والكوابيس.

وعلينا أن ننسحب به بعد الشرح الموجز للموت إلى شرح مستفيض للجنة ونعيمها وأهلها والسلام والحب الذي ينعمون بهما، فهذا يريح نفسه ويبدد شعور الخوف من الموت.

 

لكن ما هو العمر المناسب فى حياة الطفل والتي فيها يمكنه فهم ما نقوله له عن الموت؟ والاختصاصيون الذين بحثوا فى الموضوع حددوا مراحل عدة لإدراك الطفل معنى الموت:

- الطفل الصغير لا يعرف معنى الموت ولا يستطيع فهمه ومع ذلك يتواصل بإحساسه مع كل ما يتعلق بالحزن.

- بين الشهر الثامن عشر والسنتين لا يكون لدى الطفل معلومات محددة عن الموت لكنه يفهم معنى الغياب.

- بين الرابعة والخامسة يصبح لدى الطفل إدراك أكثر واقعية.

- بين السابعة والثامنة يصبح الطفل قادرا على فهم معنى الموت وكل ما يستتبعه.

 

ويتساءل البعض: هل يمكن اصطحاب الطفل إلى العزاء أو المقبرة؟

فى الحقيقة يرى المتخصصون أن اصطحاب الطفل إلى المقبرة والعزاء ضروريٌّ ليتعلم مشاركة العائلة مشاعرهم وآلامهم، وإتاحة الفرصة له ليقول وداعا للشخص الميت بطريقته مثل وضع رسم أو زهرة على قبر الميت، فحضور العزاء يشعر الطفل بأنه محاط بالأقارب وأن العائلة موجودة ومتحدة، وهذا امر أساسي بالنسبة لمستقبله، حيث يتعلم من خلال ذلك روح المشاركة فى التحولات العائلية.

يخاف كثير منا من مواجهة الطفل لمثل تلك الحوادث ومعرفة الموت عن قرب ويعتبرونها صادمة ويمكنها أن تُحدث شروخا وتأثيرات سلبية على نفسه، وفي الحقيقة فإن هناك اختلافات في ردود أفعال الأطفال، وهذا يعود إلى شخصية الطفل ودينامية العائلة. لذا فكل أنواع السلوك ممكنة، فبعض الأطفال يمكن أن يتكيّف مع الموت، وبعضهم لا، إلى درجة الاضطراب العاطفي.

أما ردّ الفعل المتوقع، فهو: حزن، غضب، تأخر، صمت، صراخ، تكيّف مبالغ فيه، نضج مبالغ فيه، كل شيء ممكن، ويجدر بالأهل القلق عندما يستمر أحد هذه الانفعالات وقتًا طويلاً وبشكل قوي وعنيف، كما يجب القلق عندما يصبح الطفل منعزلًا عن محيطه، وينقطع عن اهتماماته وهواياته وعلاقاته مع أصدقائه.

 

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت