الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

هل يجوز التعبد لله بنية صلاح الأبناء؟
الإستشارة

 

سمعت أحد الشيوخ يتكلم عن صلاح الأبناء، وقد نصح الآباء بالتعبد لله بنيه صلاح الأبناء، وذكر أن التعبد يمكن أن يكون بصدقة، أو إغاثة ملهوف، أو استغفار، أو ركعتين في جوف الليل بنية ذلك، فهل صحيح أننا يمكن أن نتعبد لله بنية صلاح الأبناء أو سترهم من المصائب والبلايا والفتن؟

الإجابــة

 

السؤال يحمل جانبًا شرعيًا، وجانبًا اجتماعيًا؛ وهذا جعلني أحاول أن أتعرف على رأي العلماء في ذلك الأمر، وقد وجدت فتوى في هذا الصدد، تقول إن المؤمن لا حرج عليه في أن يعمل العمل الصالح، ويريد به في الأساس وجه الله تبارك وتعالى والدار الآخرة، ويلتمس مع ذلك أن يثيبه الله عليه ثوابًا دنيويًا معجّلًا، وهذا ضرب من التوسل بالعمل الصالح المشروع، قال ابن سعدي في شرحه لحديث: «مَنْ أحبَّ أَنْ يُبسط لَهُ فِي رِزْقِهِ، ويُنسأ لَهُ فِي أثَره، فليَصِلْ رحمه». متفق عليه: وفي هذا الحديث دليل على أن قصد العامل ما يترتب على عمله من ثواب الدنيا لا يضره إذا كان القصد وجه الله والدار الآخرة، وترى الفتوي أنه لا حرج في العبادة- بالصدقة أو غيرها- ابتغاء وجه الله أولا مع إرادة صلاح الأبناء أو رعايتهم وحفظهم من نوائب الدهر.

والعمل الصالح قد يثاب عليه المؤمن أيضا في أبنائه وذريته، قال ابن رجب: وقد يحفظ الله العبد بصلاحه في ولده وولد ولده، كما قيل في قوله تعالى: {... وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ...} [الكهف: 82] حيث أنهما قد حُفظا بصلاح أبيهما، وقال محمد بن المنكدر: «إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده، وولد ولده، وقريته التي هو فيها، والدويرات التي حولها، فما يزالون في حفظ من الله وستره». وقال ابن المسيب لابنه: «يا بني إني لأزيدُ في صلاتي من أجلك، رجاء أن أحفظ فيك». وتلا هذه الآية: {... وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ...} [الكهف: 82]، وقال عمر بن عبد العزيز: «ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه».

 

وهنا فإن الأساس أن يكون العمل الصالح موجهًا لابتغاء وجه الله أولًا ومرضاته، ثم إضافة النوايا الأخرى كما شئنا، فإن الله واسع عليم، فيمكن أن نعمل العمل الواحد بمائة نية على أن يكون أساسها وقوام أمرها ابتغاء وجه الله.

وإن اهتمامنا بصلاح الأبناء وجعله شاغلًا من شواغلنا، وهمًّا من همومنا، هو في حد ذاته عمل صالح، إذ أن النقيض يحدث عندما يتمني الوالدان أن يكون الأبناء ذوي مركز ومال ولا يتمنون لهم أن يكونوا ذوي دين.. لا شك لا يتساويان؟

أدعو الله تبارك وتعالى أن يصلح أبناءكم وأبناء المسلمين ويحقق ما تتمنون لهم من صلاح وحفظ وستر.

 

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت