لدي ولد وبنت.. الولد يكبر البنت بعامين، كانا في البداية هادئين ومتفاهمين إلا قليلًا، لكن بعد دخولهما المدرسة بدأ الأخ الأكبر يتعرض للضرب من رفاقه، وحاولنا مع المدرسة لحل المشكلة لكن في الغالب كان الأمر غير خاضع للسيطرة، ومن وقتها والولد يتشاجر مع أخته فأصبحا يتشاجران على كل شيء، وفى الغالب ينتهى الأمر دائما بأن يقوم الولد بضرب البنت، وهي بدورها تبكي وتتألم، والوضع مستمر ومتجدد، فما إن تنتهى مشاجرة إلا وتبدأ أخرى؛ شجار على اللعب أو على الآراء، والولد دائمًا يريد منها أن تقتنع بما يقول وتسلم به دون نقاش وإلا يعتدى عليها.. لا أدرى هل توجد حلول لتلك المشكلة؟
لا نبالغ إذا قلنا إنه لا يكاد بيتٌ يخلو من الصراخ والصخب ما دام فيه أطفال صغار، إذ لا يخلو لعبهم من الاختلاف والتشاجر، فالشجار بين أبنائنا يعتبر سمة من سمات العلاقة بين الأطفال، ولكنه قد يتحول إلى مشكلة تولِّد الكراهية والحقد بين الأبناء، إذا تعاملنا معها بشكل سطحي أو بطريقة خاطئة.
ومن أهم أسباب التشاجر بين الإخوة: الغيرة، والشعور بالنقص، والشعور بالاضطهاد، وانشغال الأبوين عن الأطفال.
وينبغي البدء أولًا بدراسة حالة الطفل الصحية؛ فقد يكون سرعة الغضب أو البكاء اختلالًا في إفرازات الغدة الدرقية، أو الشعور بالإجهاد، أو الإمساك المزمن نتيجة سوء التغذية أو غيرها من الأسباب.
وبعد ذلك فإن هناك خطوات ينصح بها خبراء التربية للتعامل مع حالات الشجار تلك:
أولًا: إذا لم يكن هناك ضرب أو استعمال للعضلات في النزاع، فلا حاجة إلى المسارعة للتدخل وحل النزاع، فالأولاد يحتاجون لمثل تلك النزاعات والخلافات، فهم يتعلمون منها أمورًا كثيرة، ولو حاولت منع الشجار تمامًا فإنهم سيبحثون عن بديل لتفريغ تلك الطاقة.
ثانيًا: إذا كان أحد الأولاد عرضة للإصابة بأذًى جسدي فيجب التدخل فورًا لمنع الخطر المحدق، ويحذر اللجوء للعقاب البدني أو اللفظي من الأم أو الأب للسيطرة على النزاع بين الإخوة؛ لأن هذا يؤدي إلى ظهور رغبات عدوانية لدى الطفل في شكل حركات عصبية عنيفة، تظهر على شكل تقاتل وشجار مع إخوته بالمنزل أو مع أصدقائه بالمدرسة.
.
ثالثًا: بعد تحقق الهدوء، علينا أن نحاول أن تقضي وقتًا قصيرًا في الاستماع إلى كيف بدأت المعركة، رغم أنه من المستحيل غالبًا أن نصل إلى القصة الصحيحة، ولكن المهم هو أن نُشعرهم أننا محايدون وعادلون.
رابعًا: ألا ننحاز مع أحد الأولاد ضد الآخر، وعلينا أن نُشعِرِ الكبير أن عليه أن يعطف على أخيه الصغير.
خامسًا: علينا ألا نسرع بمعاقبة المذنب؛ فإن ذلك ينمي بينهم روح الغيظ والانتقام، وقد يقع عقابنا على البريء فيشك الطرفان في حكمنا في المستقبل.
سادسًا: ولعل من الطرق المناسبة لامتصاص ثورة العراك بين الأطفال تحويل نقمتهم إلى نوع من العمل الإيجابي السليم؛ كمساعدة الغير أو دعوتهم إلى مساعدة أمهم أو ما شابه، ومن الخطإ أن يتوقع الآباء أن يتصرف الأبناء بعقلية الآباء.
سابعاً: يميل الأبناء أحيانًا عندما يشب نزاع بينهم إلى إشراك الأم في خلافاتهم من خلال طلب شهادتها لمعرفة الحقيقة وعلى من يقع الحق. لذا يحذّر التربويون الأهل من الدخول في لعبة الشهود لأنها تورّط الأم في مشكلة يستطيع الأبناء حلّها من دون أن يشعر أحدهم بالغبن أو الانحياز.