أبنائي منهم من تخرج ومن أنهى تعليمه الجامعي لكنهم لا يتحملون مسئولية أنفسهم، وبعضهم قد خطب ملقيًا عبء الجهاز والشقة على والده، إضافة إلى عبء مصاريفه الشخصية! فكيف نجعلهم يدركون أنهم يجب أن يتحملوا مسئولية أنفسهم ومسئولية بيوتهم المستقبلية؟ خاصة وأنه ما زال لدينا أطفال صغار بحاجة إلى الانفاق والرعاية؟!
في الحقيقة، إن تعويد الأبناء على تحمل المسئولية يبدأ منذ الصغر وبشكل تدريجي؛ إذ أن الطفل في مرحلة معينة نفعل عنه كل شيء تقريبا وما إن يبدأ يتحرك ووعييه يزداد نطلب منه أن يشرب بنفسه، ويأكل بنفسه، ويقضي حاجته في المرحاض بنفسه، ويغسل يديه وأسنانه، وفى مرحلة أخرى بعد أن يدخل المدرسة يجهز حقيبته ويخلع أو يرتدي ملابسه بنفسه، أو بقليل من المساعدة، وحتى في مذاكرتنا لأبنائنا فإننا نبدأ نعلمهم كلية وكلما كبروا نقلل المساعدة حتى تصل إلى إشراف، ثم ترك الأمر له بالكلية ليديروا مذاكرتهم بأنفسهم.
إن ترك الأبناء إلى ما بعد التخرج دون عمل ولو بشكل جزئي يُنتج أفرادا مترددين وخائفين من الاندماج في سوق العمل وعاجزين عن تحمل أدنى درجات المسئولية. ورغم أنى أعترض على استقلالية الأبناء في الغرب، لكن النظام التعليمي والاجتماعي يجهز الأبناء لخوض الحياة العملية بشكل تأهيلي وتدرجي.
لا بد أن تُهيَّاَ البنت للمسئولية في بيت زوجها مستقبلا كزوجةٍ وأمٍ وفردٍ اجتماعيٍّ فاعل في المجتمع، وأيضا الولد يُهَيَّأ تدريجيا لسوق العمل، وليس لسوق العمل فقط، وإنما لتحمل كل ما يتحمله الرجال، وعلينا أن نقرأ عليهم منذ صغرهم عن الشباب الذين صنعوا فتوحات وأقاموا حضارات وأداروا جيوشا وشعوبا.