الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

طفلى المتوحد .. هل يدخل المدرسة ؟
الإستشارة

 

طفلى يعاني ما يسمي التوحد وقد بلغ السابعة من عمره.. وكان مشوارنا معه صعبا؛ فقد بقينا حتى الثلاث سنوات دون أن يتم تشخيص الحالة.. ولم يتلق ابني أي علاج حتى الرابعة بزعم أنه غير مصاب بالتوحد.. إلا أن الصغير قد بلغ السابعة ولم يتكلم ولم يندمج مع من حوله، وغير مقدر للأخطار بل إنه يبحث عنها وقد تعرض للسقوط من طابق مرتفع ولكن الله نجاه، وقد أتيت له بمتخصصة تخاطب إلى البيت لتعلمه الكلام والتفاعل.. ولكن التقدم غير ملحوظ، والآن وبعد أن بلغ السابعة أفكر في أن أقدم له في مدرسة عادية لعله يندمج في وجود الأطفال.. فهل أسير في هذا الطريق؟ أم تنصحونني بأشياء أخرى؟

 

الإجابــة

 

أصبح الآن من الممكن تشخيص مرض التوحد عند الأطفال قبل أن يبلغ الطفل منتصف السنة الثانية من عمره، فإذا اكتشف الولدان أنه لا يقدر على نطق بعض العبارات مثل: (ما....ما...با...با...) ولا ينظر في عين الآخرين، ولا يبتسم لعبارات المداعبة، ولا يستجيب عند سماع اسمه، ويرتبط ارتباطا شديدًا بلعبة واحدة، ولا يستطيع نطق كلمتين حتى سن عامين، فهناك احتمال أنه مصاب بالتوحد.

ومن الأعراض التي تشير إلى احتمال إصابة الطفل بالتوحد الصعوبة في الاختلاط والتفاعل مع الآخرين، يتصرف الطفل كأنه أصم، يضحك، ويقهقه بدون مناسبة، لا يبدي خوفا من المخاطر، يشير بالإيماءات، لا يحب العناق، يتحرك كثيرا، لا يستطيع التواصل مع البشر، ارتباط غير مناسب بالأجسام والأشياء، كأن يلعب بلعبة واحدة فترات طويلة، يطيل البقاء واللعب الانفرادي، وفاتر المشاعر لا يستجيب للابتسامات.

أما عن علاج هؤلاء الأطفال فقد أُجريَ بحث فوجد أن 90% منهم يعانون من نقص في الزنك، وزيادة في النحاس، ونقص في الكالسيوم والماغنسيوم، ونقص في الأحماض الدهنية غير المشبعة ونقص كامل في مضادات الأكسدة، وإجراء هذه التحاليل يتيح فرصة التدخل العلاجي بوصف الفيتامينات والدواء للأطفال، ولا تزال الأبحاث مستمرة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من التوحد.

ويجب مساعدة طفل التوحّد بالتدخل المبكر لمعرفة وضع الطفل ومدى التأخّر الموجود عنده، وكلما كان التدخل مبكرًا كان الحل أنجح، وتقع المسؤولية الكبرى على الأهل والبيت أكثر من غيرهم.

أما عن قولك بأنك تستعينين بمعلمة في البيت فلا ضير إذا كان ذلك إلى جانب وجوده في حضانة أو مدرسة خاصة بظروفه حيث من الضروري إشراك الطفل في الألعاب الجماعية مع من هم بنفس عمره ليكتسب منهم المفردات والكلمات لمساعدته على النطق ومساعدته على الاندماج مع الآخرين، كذلك تلك المدارس توفر له ألعابًا متنوعة مثل قصص الأطفال الملونة..

وإذا كان ابنك قد بلغ سن المدرسة فعليك إدخاله المدرسة الخاصة بظروفه فهناك بعض المدارس المتخصصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن يعانون من أمراض تتطلب تقديم نوع من الدعم المختلف عن المدارس العادية، حيث من الضروري إلحاق طفل التوحد بتلك المدارس لأن الطفل مريض التوحد يحتاج لرعاية خاصة وإدراك جيد لأبعاد حالته وحجم وقدرته على التواصل، فالتوحد ينقسم من حيث شدة الأعراض إلى ثلاثة أنواع، البسيط والمتوسط والشديد، وبالتالي فاختيار المدرسة التي يلحق بها الطفل، يجب أن يتم بناء على تلك التقييمات.

ويحذر المتخصصون أنه في حالة اختيار مدرسة غير ملائمة للحالة النفسية لطفل التوحد، قد يعرضه ذلك لصدمة شديدة تؤدى إلى تدهور حالته، فالطفل الذي لا يمتلك قدرات محددة من التواصل، لا يتمكن من التأقلم مع زملائه، وقد يتعرض للمواقف المحرجة من قبلهم، وهو ما يؤثر سلبا على حالته النفسية، ويضاعف أعراض ومشاكل المرض لديه.

 

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت