أنا امرأة في العقد الثالث، أعرف حقوق ربي وزوجي واهتم بأسرتي وأبنائي، لكن مشكلتي أن زوجي رغم أنه يصلي ويظهر خلقا حسنا بين الناس لكنه في السنوات الأخيرة ظهرت عنده مشكلة جديدة تجاهلتها في البداية، لكن الأمر زاد عن حده، وهي مشكلة الدخول على المواقع الإباحية وشبه الإباحية.
والأمر أصبح عنده إدمانا حتى إنه أصبح لا يعبأ بزوجة أو حياة زوجية وقد واجهته واعتذر أكثر من مرة لكنه يعود ثانية أشد. وأنا الآن حائرة بين الاستمرار معه في ظل هذا المستنقع والتهاوي الأخلاقي والذي قد يؤثر علي وعلى أولاده، أم أطلب الطلاق حفاظا على نفسي وديني وربما يكون الأمر رادعا له؟
أنعم الله على الإنسان بنعم لا تعد ولا تحصى: «إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار»، لكن البعض لا يشكر هذه النعم، وشكر النعمة يكون بآداء حق الله فيها.
والبصر من النعم الكبرى على الإنسان وكذلك الزوجة الصالحة والوقت ووسائل التكنولوجيا وغيرها، وشكر هذه النعم تكون بتحقيق مراد الله منها، «ولئن شكرتم لأزيدنكم».
والزوج هنا قد هجر فراش الزوجية الحلال إلى المواقع الإباحية وأشباه الإباحية يتنقل بينها، فصار كمن يشرب ماء مالحا، كلما شرب ازداد عطشا!! حتى أصبح عند الحلال كالجماد من فرط ما دمر من غريزته ونكس من فطرته لكثرة مطالعة العاري والشاذ من الصور والمَشاهد.
كأن الله قد عاقبه بعدم القدرة على الحلال وأن يكون حظه من شهوته صحة تتهالك، وذنوب تتكاثر ووجه يشحب ويسود لطول السهر المعاصي.
ونقول لهذا ألم تدعك ما ترى من عقوبة الله لك في الدنيا أن تراجع نفسك وتدرك أمرك وتوقف ظلمك لنفسك ولزوجك ولأسرتك؟!
فبيتك على شفا حفرة، والبديل شتات أولادك وخراب بيتك.
أما أنت أيتها الزوجة العفيفة فلتطلبي من زوجك الاحتكام لمن تثقان في دينه وخلقه وأمانته وتتعاهدان على الالتزام بما تصلان إليه، ولتعطيه فرصة لإصلاح نفسه وتكوني عونا له في ذلك وتحرصان على عودة الإيمان والتقوى والمودة إلى بيتكما وتحافظا على أسرتكما وأولادكما حتى يبارك الله لكم في حياتكم.
وثمة بعض النصائح لمن وقع أو أوشك على الوقوع في شباك هذه الكارثة:
- الحرص على عدم الاستسهال للدخول في هذه المواقع، فالبداية تكون للاستطلاع لكن الخروج منه يكون صعبا.
- إشغال النفس بعمل مفيد بشكل دائم.
- عدم الاختلاء في أماكن تساعد على الدخول لهذه المواقع، ومحاولة قضاء الأوقات والأعمال في الواقع الطبيعي وليس الافتراضي قدر الإمكان.
- المداومة على الذكر خاصة أذكار الصباح والمساء والدعاء وتذكر الموت.
- ملازمة الصحبة الصالحة المعينة على الطاعات والأخلاق الحسنة، ومن هذه الصحبة الزوجة والأبناء.
- الاهتمام بقضية كبرى أو هدف سام أو طموح محمود يعيش له المرء ويشغل حياته به.