ابني في الصف الأول الابتدائي، وهو طفل وديع وليس من طبعه إثارة المشكلات، بل هو على العكس طيب وودود ويحب الرفاق ويحسن الظن بهم، لكن ومنذ بداية انتظامه بالمدرسة وهو يشتكى من ضرب أحد رفاقه له، وذهبت إلى معلمته وأبلغتها فأقرت بوجود طفل عدواني في الفصل يعتدي على الأطفال، لكنها قالت إنها لاتعرف كيف تتصرف معه، ونصحتني بالتوجه إلى إدارة المدرسة للشكوي لعلهم يجدون حلا..فهل فعلا أبحث عن حل لدى الإدارة؟ وما هي الحلول التي يمكن أن تكون في يد الإدارة؟ وإذ لم يكن بوسع الإدارة إيجاد حل.. فماذا عليّ فعله؟
عزيزتي أتضامن معك في إحساسك بالقلق تجاه مع ما يحدث لطفلك من اعتداء من أحد أقرانه بالمدرسة، وهذا العدوان ظاهرة متكررة في كل المدارس وكل المجتمعات باختلافاتها الحضارية والثقافية، ولن يمكننا ضمان عدم وجود ذلك النوع من الأطفال العدوانيين، ولكننا يمكننا إيجاد الوسائل الرادعة لهذا النوع من الأطفال لايقافه عن العدوان على أقرانه أو أشقائه.
إن عملية التدرج في الشكوي التي اتبعتيها هي خطوات صحيحة على طريق الحل، فابلاغ المعلمة وإدارة المدرسة بالأمر هي خطوة مهمة لعمل شراكة تعاونية لحل المشكلة وتقويضها، ويمكنك التباحث معهم حول حل المشكلة بنقل الطفل المعتدي إلى فصل آخر بحيث يتوفر في الفصل الأخر أطفال أقوياء يكونون قادرين على التعامل مع عدوانيته، وفى حال عدم إمكانية توافر هذا الحل، يمكنك اقتراح نقل طفلك إلى فصل آخر تطمأنين فيه إلى عدم وجود نموذج متكرر لهذا الطفل العدواني لأن تكرار النموذج يمكن أن يزرع الخوف بداخل طفلك من الجميع.
ومهما كانت الحلول الخارجية إلا أن الطريقة المثلى لحل المشكلة هي توعية طفلك بضرورة الدفاع عن نفسه، ولا تستخدمى عبارة "من يضربك اضربه"، ولكن استخدمى عبارة عليك أن تدافع عن نفسك، وإياكي أن تنعتيه بالضعيف أو تطالبيه بعدم التألم أو البكاء، لكنك يمكنك أن تقولى له إنه طفل قوى لكن أخلاقه الحسنه وتربيته الجيدة لا تسمح له بأن يستخدم قوته للاعتداء على الأخرين، ولا مانع من الاستعانة بمدرب رياضى لتعليمه أحد رياضات الدفاع عن النفس، وإخبار الطفل بأنه يتعلم ذلك ليكون بمقدوره صد العدوان. إن ذلك سوف يمنحه الثقة في نفسه، وسوف يكون رادعا لأى طفل عدواني يحاول الاعتداء عليه.