الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

خلافات الكبار يدفع ثمنها الصغار
الإستشارة

أنا طالب أعيش حالة انقسام كبيرة بين أبوين منفصلين حيث طلق والدي والدتي منذ فترة بعد سلسلة من الخلافات انتهت بما ذكرته لك وتشتت البيت بينهما مكاناً وقلباً.

فكل منهما يعيش في مكان منفصل ويريد كل طرف منهما أن يضم إليه عواطفنا، فترى الأب يذكر لنا من حسناته وسيئات أمي ما يشعرنا بمظلوميته ثم نعاود الكرة مع أمي فإذا بها تحكي لنا عما سببه أبي لها من إيذاءات نفسية ومتاعب حياتية أحالت نهار حياتها ظلاماً لايطاق، فتتحول قلوبنا من التعاطف مع أبي إلى الشفقة على أمي مما فعله معها أبي وهكذا دواليك. قلوب متأرجحه نحو كل منهما مرة ومرة، وبيوت مختلفة اختلفت معها حياتنا عن حياة أقراننا المستقرة، والله وحده فقط هو الذي يعلم إلى متى تستمر هذه العذابات النفسية التي نعيشها بين كل منهما. وأما عني أنا فقد ظللت لفترة حيادي المشاعر نحو كل منهما حتى لكأنني أحيا حياة اليتم رغم وجود والدي على قيد الحياة والذي أرجوه منك أمرين:

أولهما: أن توجه رسالة لكل زوجين منفصلين أن يتركا أبناءهما على الحياد حتى يظلوا محبين لكلا الطرفين.

ثانيهما: أن تدلني على وصفة تخرجني بها من هذا الجمود العاطفي نحو والدي الكريمين حتي لا أكون عاقاً لهما.

 

 

الإجابــة

زادك الله عقلاً يا بني فقد لخصت رغم صغر سنك في رسالتك الصغرة إشكالية من أكبر الإشكاليات التي تنتج عن الطلاق وهي أن كل طرف الآخر وبعد محاولات عديدة يخسر الوالدان جميعاً عاطفة لأبناء بل ونفسيتهم أيضاً. ولو تمهل الوالدان لعلما أن عين الحكيمة أن يبعدوا أبناءهم عن دوامة الخلافات ويتركوهم ليحبوا والديهم دون ضغط مدمر واحتيال على المشاعر التي سرعان ما تكتشف حتى عند الأطفال الصغار. أما أنت يا أيها العاقل رغم صغر سنك، فأوصيك بما لمسته فيك من عقل يفوق سنك أن تلعب دوراً إيجابياً يفوق دور اليتيم، وهو دور المصلح الموفق من جديد بين والديه، ولا تظمنن نفسك صغيرا على هذا الدور، فمن كان في مثل عقلك يستطيع ذلك، ولا تتعجب إن قلت لك إن تلميذاً بالمرحلة الإعدادية نجح في أن يعيد مياه حياة والديه إلي مجاريها، بل والوصول إلي المشكلة التي تسببت فيها حدثت بين والديه رغم صغر سنه.

هذا هو الحل المنطقي لمشكلة والديك بدلاً من التأسف على حالهما والشعور باليتم الذي ذكرت، أما إن صعب عليك الأمر فاحتضن إخوتك، وأخبر والديك أن قلوبكم تسع الجميع، وأن أي محاولة لجذبكم نحو أحدهما ستبوء بالفشل، وعليهما أن يوقفا محاولة التبديد النفسي لأبنائهم ومن ثم خسارتهم للأبد.

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت