الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

صداقة الأب للمراهق..أقصر طرق حمايته
الإستشارة

أنا أم لعدد من الأبناء أكبرهم شاب لم يكمل العشرين من عمره، وقد اجتهدت منذ رزقني الله عزوجل بأبنائي أن أربيهم علي الإيمان والقرآن الكريم ومكارم الأخلاق، وأحسب أنني حتى الآن قد نجحت إلى حد كبير مع جميعهم إلا الابن الأكبر، فقد نشأ مثل أخوته وأخذ حظه من التربية كأخوته بل أكثر منهم، فمنذ نعومة أظفاره وهو ييمم وجهه شطر المساجد ومراكز تحفيظ القرآن وأماكن النشاط الموجه المحترم، حتي إذا ما أحس نفسه كبيراً بدأت تظهر عليه بعض التغيرات السلوكية التي نعيبها عليه، غير أننا كنا نصبر أنفسنا بأنها المراهقة وسرعان ما يهدأ بركانها ويعود الفتي إلى ما كان عليه. إلا أن الأمر لم يتوقف بل ازداد سوءاً في معاملته لنا وفظاظته معنا، وكنا نتعامل مع الموقف تعاملا حكيماً كمن يروض نمرا شرساً ليهدئ من روعه وهو مع الترويض يزداد شراسة وافتراساً؛ فقد تطور وضعه سوءاً حتى صار لا يترك باباً من أبواب الضياع إلا ولجه ولوجا يشعرك أنه ينتقم من نفسه ومن شبابه ومن والديه، ورفاقه أسوأ.

أنا لم أكمل الأربعين من عمري لكن لو رآني راء لظن أنني تخطيت الخمسين من فرط همي وتفكيري وانشغالي بولدي هذا الذي يهدر طوفانه الشرير ليل نهار ولايكاد يهدأ ولا أظنه يهدأ حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة.

 

الإجابــة

لست أول أم تكلمني في هذا الموضوع وليست دمعاتك أولى دمعات الأمهات إلا أن المشكلة تكاد تكون مشتركة بينكن جميعاً، والمشكلة الآن لم تعد مشكلة بيت بعينه بل أصبحت مشكلة مجتمع بكامله، مشكلة يتحمل كثيراً من وزرها المجتمع الذي سهلت فيه الرذائل وتنوعت حتى أصبحت أكثر وأسهل من الفضائل. ويتحمل كثيراً من وزرها الأب الذي لم الذي لم تتحدثي عنه في رسالتك بكلمة واحدة، وتتحمل كثيراً من أوزارها المؤسسات الرسمية وغير الحكومية التي همها كثيراً مظهر أعمالها دون جوهر، فتراها تقيم مؤتمراً للمخدرات والوقاية منها ولم يحضر في المؤتمر مدمن ولا أهل مدمن ثم ينتهي مؤتمرنا بتوصيات براقة وعشاء فاخر وهكذا دواليك.. حتي كثرت الجعجعة وقل الطحين فما أجملها من أنشطة وما أخيبها من نتائج.

ويتحمل وزر ولدك وغيره من شبابنا مناهج التعليم التي طورت كل أنواع التطور لكنها ما تزال  تغفل أو تتغافل منظومة القيم الإسلامية التي اختلفت واختلت وحتي كادت تصبح من حكايات الزمان الماضي الجميل.  ولن أطيل التحسير فالمقام ليس مقام تحسر وتباك لذا انصحك (وأنا أعلم أنك كالمحارب الشجاع الذي يحارب في الميدان بلا سللاح) بالآتي:

  1. أن تحملي معك المسؤولية كل الأطراف وأولهم الأب الذي كثيراً ما يتوارى دوره والسن الذي نتحدث عنه لا يصلح معه إلا الأب والأب الحازم الذي يعرف متي يلجم ومتي يترك العنان، وأحسب أن عنان ولده سقط من يده منذ زمن وعليه أن يستعيد قبل أن يستحيل ذلك حتي ولو ضحى ببعض عمله وماله فلا خير في مال لا يرثه ولد صالح.
  2. أنصحك وزوجك باحتواء أصحاب ولدك ممن فيهم بقية خير والتواصل معهم والعمل على حل المشكلة من جذورها وإذا حصل بالتنسيق والتعاون مع آبائهم وأمهاتهم فذلك أفضل، فقد آن أوان التربية المجتمعية بعد أن ضعفت التربية البيتية.
  3. رشدوا في المصروفات والنفقات عليه ولاتسمعوا لمن يقول: لو لم يجد سيسرق! فقد أصبح المال بلا رقيب ولا حسيب سبب كل مصيبة.
  4. توسموا خيرا في بعض الشباب حيكم الصالحين واصطنعوا الحيلة لمصاحبته فقد يصبون من خيرهم وعليه ما يطهره من شره ويزيد.
  5. أملأوا وقته بما يهوى من نشاط وهوايات حتى وإن لم يقبل عليها بداية فعندما يضيق عليه الخناق سيجد فيها تسريته وعوضه عن غيرها.
  6. الأب الصديق قد يغنينا عن الكثير من هذه البلية إذا أحسن الأب القيام بدوره عندما يخرج معه ويحكي له بعض مشكلاته ويشعره بالصداقة قبل الأبوة ساعتها ستجدين الفارق وقبل هذا كله أوصيك بالدعاء فهو يفتح الأبواب المغلقة ولا تيأسي من روح الله.
لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت