أنا رجل متزوج وعندي أولاد وأعيش حياة مستقرة نوعاَ ما، إلا ما كان من بعض الأمور التي لا يخلو منها بيت والحمد لله.
لكنني لا أخفيك سراَ أنني أفكر كثيراَ هذه الأيام وبشدة تقترب من التطبيق في الزواج مرة أخري، وحتي لا تسئ الظن بي فإنه ليست لي علاقة بأية امرأة تجعلني أفكر بالزواج منها، بمعني أنه ليست هناك امرأة معينة أريد الزواج منها، إنما أريد الزواج لمجرد الزواج، فأنا رجل ميسور الحال وأستطيع أن أفتح بيتين، وأشعر أن زوجتي الأولي لم تملأ فراغي الجسدي والعاطفي، وأخاف على نفسي من الفتنة لاسيما وأن عملي لا يخلو من التعامل مع النساء بجميع ألوانهن وأشكالهن. لكنني أخاف في المقابل أن يكون ما أتحدث عنه شيئاَ من أحاديث النفس التي تركت لها العنان حتى سيطرت علي نفسي. إنني الآن علي وشك الإقدام على هذه الخطوة..فبما تنصحني؟
يبدو أن الزواج الثاني أصبح الآن من لوازم الغنى والتوسعة المادية، شأنه شأن الكثير من المشروعات التي لم تطرأ على عقول أصحابها إلا بعد غناهم.
تقول إنك رب أسرة آمنة مستقرة إلا من بعض الهنات التي لا يخلو منها بيت، وأنا أقول لك لو استطعت أن تحافظ علي استقرارها وتكفي المسلمين بيتاَ كبيتك تربية وصلاحاَ واستقراراَ فافعل، لأن شتات الرجل بين بيتين قد يحول بينه وبين هذا الهدف المنشود.
أما إذا رأيت من نفسك ما لايراه غيرك منك من ضعف كما ذكرت أمام فتنة النساء وشعور بفراغ جسدي وعاطفي كما بينت فالأمر لك، لكن شريطة ألا تقدم علي هذه الخطوة إلا بعد أن تحاول مع زوجك سد الفراغ الذي أشرت إليه، فربما قد تكون غفلتها عما تقول تكمن في شعورها بما قد ينتج عنها من تفكير في الزواج بغيرها، والمرء منا عندما يشعر بالخطر يخرج الكامن من نفسه خاصة عندما يتعلق الأمر بحياته واستقراره.
والكثير من الزوجات يا عزيزي يغفلن عما ذكرت نسياناَ أو تعوداَ أو لشعورهن برتابة الحياة وأن الحياة هكذا وأنهن يفعلن ما بوسعن مع الأزواج والأولاد.
إنني لا أقف أمام شرع الله الذي شرعه سبحانه وتعالي لك ولغيرك، لكنني أريد منك الاطمئنان علي ما يدعو لتطبيق ما شرعه الله لك حتى لا تشعر بعد ذلك بلسعة قرارك الذي اتخذته لحظة سأم أو ضيق.
إن الزواج الثاني بلا شك له ثمنه الذي لابد وأن يدفع حتماَ من علاقتك التي ستتأثر مع زوجتك الأولي، ثم ثمنه الذي سيدفعه أولادك الذين سيأخذون من وقتك نصف ما كانوا يأخذون.
فكر بعقلك وقلبك معاَ خاصة في قرار مصيري مستقبلي كهذا، وأعط نفسك فرصة أوسع للتفكير، فالأمر لا يحتاج للتعجل أبداَ، ولأن تتأخر فيه مع تفكير وتأن خير من أن تقدم عليه ثم تشعر ولو بقليل من الندم.