زوجي رجل طيب وخلوق معنا ومع غيرنا، وهو لا يقصر في حق بيته وأسرته، غير أنه وباختصار شديد لا يجيد لغة المشاعر خاصة فيما بيني وبينه، فهو نادراً ما يقول لي كلمة تدل على حبه لي، مثل كلمة أحبك أو ما كان على شاكلتها.
أن أعرف أنه يحبني وجميع تصرفاته وتعامله معي ملؤها الحب والتقدير لشخصي، غير أنني كامرأه أحب سماع هذه الكلمات خاصة وأنني أسمع حديث الصديقات وأحيانا أشاهد المسلسلات ويقع في نفسي كثيراً مثل هذا الشعور بنقص المشاعر بيني وبين زوجي فأتالم لذلك.
وقد صارحته وطلبت منه هذا الطلب مراراً لكنه لم يفعل شيئاً زيادة على ابتسامته معتادة في مثل هذا الموقف ثم يقول بعدها: ألا تشعرين بها هذا يكفي! فبما تنصحني؟
الكمال يا أختاه لله وحده. وطلب الصفات كلها في شخص واحد مستحيله.
والذي يتراءى لي في أمر زوجك هو أنه طبع أكثر منه عدم رغبة، فبعض الناس هكذا، يفعل الكثير ولا يجيد التعبير عما في داخله حتى لأقرب الناس إليه، وربما كانوا ذلك أيضاً مع الآباء والأمهات والأولاد فضلاً عن الزوجات رغم أنه يقدم لهم من دلائل حبه الكثير كما ذكرت.
وقد قابلت بعض هؤلاء الناس من الرجال فأخبرني بعضهم أن زوجته تتمني عليه كثيراً أن يقول لها من معسول الكلام مثل فلان وفلان لكنه لا يستطيع ليس عناداً لكنه تطبع.
فالذي أرجوه منك ألا تنظري لنصف الكوب الفارغ، وأن تنظري لنصفه المملوء، فزوج مثل زوجك يشعرك بحبه، ويشملك بعطفه وحنانه، ويعبر عن مكنونات قلبه تجاهك بالأعمال أكثر من الأقوال، لهو زوج ينبغي أن تعضي عليه بالنواجذ، ولاتسمحي للشيطان أن يفسد عليكما سعادتكما.
ثم أكثري أنت من الكلمات التي تحبين سماعها منه، فلربما كانت دافعاً لأن يبادلك بمثلها، لكن لو لم يحدث فليكن تفكيرك أنكما تكملان بعضكما، فهو يعطيك العطف والحنان، وأنت تعطيه المشاعر والكلام! فتكتمل السعادة لكما على الدوام.
وكلمة للرجال: هذه مهارة يتقنها البعض ولا يتقنها الأخر، لكنها مثل باقي المهارات تكتسب بالتعلم والتدريب والمحاولة، ولأن تقولها لزوجتك لتسعد بها خير من أن تسمعها من أخرين فيحزن قلبها ونفسها، والله يجمع بين الأزواج في الخير على طاعته.