الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

التوازن بين الأم والزوجة..مهارات تحتاج تدريب
الإستشارة

أنا أم مثقفة أعيش في حال ميسور والحمد لله، وقد رزقني الله زوجاَ طيباَ وأبناء بررة اتفقنا أن نعفهم بالزواج المبكر، وقد نفذنا هذا الأمر في ابنتنا الكبري ثم شقيقها الأول بعد تخرجه واستلام وظيفته مباشرة.

لعل هذا الولد هو سبب المشكلة التي أتحدث عنها، فقد أعددنا له مسكناَ جميلاَ وساعدناه في اختيار زوجة صالحة طيبة المنشأ والحمد لله، ثم ساعدناه تقريباَ في كل متطلبات الزواج حتي أتم الله عز وجل عليه النعمة وتزوج ولله الفضل والمنة.

وقبل أن أكمل أود أن أخبرك عن بره بنا قبل الزواج فقد كان لا ينام حتي ننام، ولايطعم طعاماَ خارج البيت إلا أتي إلينا بمثله، ولا يشعر لحظة أن أحدنا يعاني شيئاَ من التعب والإرهاق فضلاَ عن المرض إلا بات تحت رجليه يخدمه ويطببه حتي يصبح.

ثم تزوج فحاول في البداية أن يكون كذلك بعد الزواج، لكن العدد التنازلي بدأ سريعاَ، فإذا به لا يكون إلا في عمله أو شقته، وعندما يجالسنا سرعان ما يزهدنا فيستأذن ليدخل شقته العلوية ليقضي بقية وقته مع زوجته.

حتي نشاطه لمطالبنا قل، فإذا بنا نري الحماس السابق الذي كان يتعامل به مع مطالبنا أصبح فاتراَ ضعيفاَ.

زد علي ذلك خروجه معنا، وصبره علينا حتي عند المرض أصبح أقل من سابقه، حتي أنني أحياناَ أختلي بنفسي فأبكي علي ولدي الذي وضعني آخر القائمة بعد أن كنت علي رأسها.

إنني أخاف أن أفاتحه في هذه الأمور فأفسد عليه حياته لكنني لا أستطيع أن أتحمل هذا التغير الشديد في علاقته بي وبوالده علماَ بأن زوجته علي علاقة طيبة بنا، فماذا أفعل؟

الإجابــة

إذا لم يكن ما تتحدثين عنه هو نفس الشعور الطبيعي للأمهات بعد زواج أبنائهن وانفصالهن اجتماعيا عن والديهم، بحيث تشعر الأمهات أن انشغال أبنائهن في حياتهم الطبيعية من وظيفة وزواج هو انصراف عن الوالدين وتخفف من منسوب المحبة والارتباط القلبي بهما.

أقول: إذا لم يكن ما تذكرين من هذا القبيل -وأنت أدري بقلبك- فإني أعتب علي ولدك هذا عتباَ شديداَ لا سيما وأنه يعيش معك في نفس المكان وهذا ما لا يكلفه إلا القليل من الضحكات والابتسامات والملاطفات والجلسات الحنونات مع والديه الكريمين.

لكن يبدوا أن ولدك العريس الجديد لم يتدرب بعد علي فن الجمع بين الحبيبتين: الأولي وهي الأم حبيبة القلب الأولى، وبين الزوجة التي دخلت جديداَ علي قلبه مشاركة أمه جزءاَ خاصاَ وحباَ خاصاَ في قلب كل منا.

والذي أفهمه من قصتك أن ابنك هذا ليس متغير القلب عليك وليس منكرا لفضلك ولا منصرفاَ عنك، إنما الذي فهمته لأول وهلة أن هناك تغيراَ كبيراَ طرأ علي حياته بشكل متتابع بدءاّ بالوظيفة التي أظنها مرهقة تأخذ معظم وقته ثم الزواج الذي مازال يعيش شهوره الأولي كما ذكرت، وهذه مدة غير كافية للحكم علي تغير قلبه نحوكما أو عدم تغيره.

لذا أعتقد أنني رغم عتبي عليه بنسبة غير كبيرة أدعوك لأن تحتويه في هذه الفترة حتي يمر منها علي خير، لا أن تأخذي الجانب السلبي من الموضوع وتقابليه صدوداَ بصدود وجفاء إن صح إطلاق لفظ الجفاء علي أفعاله.

إن ابنك علي ما ذكرت أول الرسالة رُبي في معين البر والإقبال عليكما وبذور الورد لا تنبت إلا ورداَ لكنها تحتاج إلي صبر البستاني الحاذق الواعي الذي يعطيها حقها من الماء والغذاء حتي يكتمل جمالها ويفوح عبيرها بإذن الله.

اصبري علي ابنك الحبيب واقتربي منه أكثر من ذي قبل حتى يمر بهذه المرحلة علي خير وساعتها ستأتينا رسائلك بإذن الله تخبرنا بصدق النصيحة وصحة الوجهة وصحة وجهتنا بإذن الله. بارك الله لك فيه.

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت