الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

غياب الزوج المستمر عن البيت..تربية الأبناء أولوية
الإستشارة

أنا زوجة لزوج أحسبه علي خير؛ فهو كريم أشد ما يكون الكرم خلوق، معي ومع أولاده ومع أهلي، غير أنه كثير السفر لطبيعة عمله؛ فهو اليوم في بلدنا وغدا في بلد آخرى وبعد يومين في بلد رابع وهكذا دواليك، فما إن يحل حتى يرتحل!

ومشكلتي ليست من مشكلات النساء الأخريات من أمور الشك والخوف عليه من غيري، فهذا أمر لا يقلقني ليس فقط لثقتي فيه وفي حبه لي، ولكن لأني أعلم مقدار مشاغله التي ربما تأخذه منا حتى في الأيام القليلة التي يقضيها معنا.

ونحن كأسرة تعودنا على غيابه حتى أصبح هو الأصل، لكن النتائج التي بدأت تترتب علي ذلك خاصة مع تقدم أعمار الأبناء هي التي أشكو منها، فشعور الأبناء بغياب الرقيب علي الدوام وقلة الوقت المخصص لهم ولمشكلاتهم جعلهم يفعلون أشياء ما كانو ليفعلوها لو كان والدهم قريبا منهم.

زد علي ذلك ما أعانيه يوميا معهم في البيت من أمور تربيتهم، والتعامل مع مشكلاتهم، وتخليص مشاجراتهم مع بعضهم بعضا، ومحاولة الحفاظ علي راحة والدهم النفسية عند عودته، فلا أذكر له من أمورهم الكثير حتي لا تتوتر أجواء البيت في الساعات القليلة التي يقضيها معنا، أضف إلي ذلك ما أشعربه كزوجه من فقدان لشريك حياة، وافتقاري للحديث معه فترات أطول، حتي أصبح الأمر من جميع جوانبه شيئا صعبا لا يمكن تحمله. وأنا الآن بين نارين: نار ما أشكو منه الآن، ونار خوفي من فتح هذا الموضوع معه حتي لا أتسبب في إيذائه نفسيا، وهو الذي يفني عمره من أجلي وأجل أبنائي..فما العمل؟

الإجابــة

هو حقا يفني عمره لكن ليس من أجل تربية الأبناء، ولكن من أجل إطعامهم وإشباعهم وشتان بين الأمرين! فأمثال زوجك يشغلهم مستقبل أبنائهم المادي علي حساب مستقبلهم التربوي والروحي والنفسي والعلمي، فإذا به يفاجأ بعد حين من الزمن أن ما فقده الأبناء لكثرة غيابه أضعاف أضعاف ما حصلوا عليه، وساعتها لن تستطيع أموال الدنيا أن تعوض أخلاقا منحرفة، أو جفاء في المشاعر تجاه والدهم أوجده عامل الزمن، أو عبادات شب أبناؤه علي تركها، أو...أو...الخ.

إن كثير من الآباء ممن هم علي شاكلة زوجك تسرقهم الظروف والأوقات وأمور المعايش والأرزاق دون أن يفيقهم أحد من غفوتهم، فيفاجأون بما لا تحمد عقباه؛ لذا وجب عليك أن تقومي أنت بدور المنبه، لكن المنبه الشفوق لا المنبه المزعج، حتي لا يغلبه العناد فينسيه المصلحة الكبرى وهي مصلحة زوجه وأبنائه الحقيقية الآنية، وليست المؤجلة، وهذا هو المطلوب منك الآن. حاولي بنبرة هادئة علي فترات متقطعة أن تحدثيه بنفس الصيغة التي في الرسالة من حرص عليه وعلى مستقبل أبنائه، وعلى صحته هو ونفسيته، وكل هذه الأمور لا تعوضها أموال الدنيا.

لكن أوصيك بالتدريج والصبر عليه حتى يرتب حياته من جديد، فالحياة التي هكذا حالها من سنوات بعيدة لن تتغير بين يوم وليلة، وحتي تتغير هذه الحياة حافظي علي بيتك وأبنائك، وأشركي زوجك معك في أمورهم خاصة التي لا تحتمل التستر، حتي يستشعر خطورة غيابه المتكرر عنهم، فيتفهم احتياجهم الشديد إليه وإلى شخصه أكثر من احتياجهم لماله.

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت