تزوجت بعد وفاة زوجي رجلا طيبا رغم أن لي من زوجي السابق أبناء، وقد كانت الأمور - علي غير ما ظننا - ليست سهلة من حيث تعامله معهم وتعاملهم معه، فقد كان الطابع الغالب هو التوتر والشد والجذب بينه وبينهم، فهو يريد أن يتعامل معهم تعامل الوالد من حيث التربية والتوجيه وهم كانوا يعاملونه كزوج لأمهم وفقط بلا سلطان عليهم، وأنا كانت تغلبني عاطفتي عندما أراه يشدد عليهم في أمور تربيته ومذاكرتهم لدرجة الضرب والتعنيف لهم أحيانا، والحق يقال إنه رجل طيب يحب الأبناء ويتفهم احتياجهم للعطف والحنان، لكنني يغلبني حنان الأم فأقف حائلا بينه وبين التعامل معهم بالشدة كما ذكرت، والنتيجة أنه رفع يده عن تربيتهم واعتذر عن كل ما يخص أمورهم الدراسية والتربوية وهذا ما أزعجني! خاصة وأنني لاحظت كثيرا من التفلت من الأولاد بعد تخلي زوجي عن مشاركتي في تربيتهم. وأنا الآن حائرة بين عاطفتي كأم تجاه أبنائها الأيتام وبين حرصي علي تربيتهم، فماذا أفعل؟
أن تجدي زوجا يقبل الارتباط بك وتحمل المسؤولية معك مثل هذا الإنسان رغم قدرته علي الزواج ممن لا تحمله مسؤولية أبناء غيره - أن تجدي مثل هذا الرجل - فهذه نعمة كبري، تحتاج إلي شكر خاص لله عز وجل.
لكن المشكلة هي في حساسيتنا الشديدة تجاه زوج الأم وزوجة الأب وذياع الصيت بين الناس علي أنهم قساة غلاظ لا يراعون الله في أبناء أزواجهم، وهذا لكثرة ما رأيت وسمعت ليس قاعدة بل أثبت كثير من المخلصين والمخلصات خلاف ما يشيعه الناس.
والذي ألمسه من خلال المشكلة أن الأبناء هم الجزء الأكبر من المشكلة من حيث حساسيتهم المفرطة - وهذا طبيعي في البداية - زوج أمهم وهو غالبا شعور سرعان ما يتلاشي بعد تذوقهم عطفه ومساعدة الأم في سرعة الربط بين كل هذه القلوب لأنها العامل المشترك بين كل هذه الأطراف.
إنني أدعوك إلى إعطاء الزوج قدره في البيت والاطمئنان علي أبنائك معه؛ لأن الذي يهتم حتما يريد ان يربي، أما من لا يهتم فلا يشغله ما يفعله الأبناء، وزوجك من النوع الأول فساعديه ليصنع لنا تجربة جديدة من الحب بين زوج الأم وأبنائها.