الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

توفي زوجى .. كيف أكون أما وأبا لأبنائي؟
الإستشارة

 توفى زوجي تاركا لى ثلاثة من الأبناء، أصغرهم في الحادية عشرة من عمره، وأشعر أنني في ورطة حقيقية حيث كان الأب يتحمل مسئولية تربية الأولاد وقضاء حوائجهم، وكان قريبا من الابن الأكبر الذي يمر بمرحلة المراهقة..وأسأل الآن كيف أكون صديقة وناصحة وموجهة ومعيلة ومربية لأبنائي بعد وفاة والدهم، مع زيادة الضغوط والمسئوليات علي؟

الإجابــة

 في مرحلة ما بعد وفاة الوالد مباشرة يعاني الأبناء حالة من الضعف وعدم الإحساس بالأمان، وهنا فإن الأقارب والأصدقاء مطالبون بالتحوط حول اليتيم في تلك المرحلة..فوجود الناس حوله يقلل الإحساس بالضياع والخوف، وعمل المحيطين على بعث الرسائل التطمينية للأم وأبنائها بأنهم ليسوا وحدهم وأن الجميع مستعد لمساعدتهم. ولا بأس من الاستعانة بحكايات أيتام تغلبوا على أحزانهم وخاضوا الحياة بشجاعة وتجاوزوا الصعاب وأصبحوا رموزا يشار إليهم بالبنان.

الأم في مثل حالتك تصبح مسئوليتها مضاعفة، ولذا يتوجب على المجتمع مساعدتها بتحمل بعض المسئوليات معها أو التخفيف والترويح عنها وعن أبنائها، والرحم تقع عليه مسئوليات، والدولة ومؤسساتها الاجتماعية والتربوية يقع عليها مسئولية كبيرة، وكذلك مجتمع الأصدقاء والجيران والجمعيات الأهلية.

في بعض المجتمعات المتقدمة تقدم الدولة دعما نفسيا وماديا وتوعويا لمساعدة الأم، لكن مجتمعاتنا العربية تجد الأم وحدها في إجراءات المعاش الذى في الغالب ينكمش بحيث لا يسد رمق الأسرة وتجد الأم نفسها مضطرة للخروج للعمل، وهنا يخسر الأبناء أيضا الدور التربوي للأم، وتغيب قنوات الدعم اللوجستي من الدولة والمجتمع في التربية، ولذا فإنه يتوجب علينا أن ننصح الأم بمراعاة بعضا من القواعد الخاصة بتربية الأبناء الفاقدىن لوجود الأب، وهي:

أولا: اليتيم بحاجة إلى معاملة عادية معتدلة، خالية من العطف المبالغ فيه والشفقة الزائدة.

 ثانيا: أهم احتياجات الطفل اليتيم الإشباع العاطفي والإحساس بالأمن، ووجود بديل عن الأب يقوم بالتوجيه والتهذيب.

ثالثا: يحتاج اليتيم إلى التوافق الاجتماعي مع البيئة الجديدة، واليتيم يشعر بالضعف وفقدان عناصر القوة، كما أنه يفقد المصدر الحقيقي للحنان، ولذا حث الإسلام على إشباع حاجاته.

رابعا: يحل الأخ الأكبر محل والده بشرط أن يتمتع بشخصية قوية وحازمة، وعلى الأم أن تحترمه وتتعاون معه وتسلم له القيادة ظاهراً، لأن ذلك يعوّد الصغار على الانقياد للأخ الكبير، ويتعود هو على تربيتهم.

خامسا: الحزم في التربية، لأن اليتيم غالباً يعامل معاملة فيها تساهل وإفساد.

ساسا: على الأم أن تتعلم مهارات تربية الأطفال والمراهقين والتعامل مع احتياجاتهم وكيفية تلبيتها من خلال كتب التربية، أو من خلال دورات تدريبية متخصصة في مهارات تربية الأطفال والتعامل معهم.

سابعا: التحلِّي بالصبر والهدوء أثناء التعامل مع الأطفال، والابتعاد عن الشدة والتوتر.

ثامنا: عليك أن لا تهملي نفسك ورعايتها، وما يمكن أن يعينك على الهدوء والاسترخاء، وذلك عن طريق تنمية هواياتك الخاصة، والمفيدة لك.

تاسعا: اعتمدي أسلوب الحوار معهم، وخاطبيهم على قدر عقولهم لا على قدر عقلك، وتوقعي أخطاءهم.

عاشرا: من الضروري أن يجد الأطفال -وخاصة المراهقين- أخًا أكبر لهم، أو خالًا، أو عمًا يتابعهم، على أن يعاملهم بالرفق واللين.

حادي عشر: حدثيهم كثيرًا عن والدهم، وعن الصفات الجميلة فيه، وعن بره -مثلًا- بأهله من غير مبالغة، فإن حبهم لوالدهم فطرة، ومعرفتهم بخصاله الطيبة يدفعهم إلى محاكاته.

ثاني عشر: ولعل أهم ما تحتاجينه في هذه المرحلة ربط الأطفال بالله عز وجل، ولا بد من إحياء خوفهم من الله، ورجائهم في رحمته، اجتهدي في زيادة معدل التدين عندهم عن طريق حرصك على ذهابهم للمسجد، عن طريق الصحبة الصالحة، عن طريق حلقات تحفيظ القرآن لهم، وعن طريق المحاضرات الوعظية المباشرة في المساجد أو المسجلة.

وأخيرًا: الدعاء لهم بالهداية في كل صلاة، ونسأل الله أن يعينك على تربيتهم، وأن يكون لك خير زاد إلى الله يوم العرض عليه.

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت