الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

السرقة من مال العمل..الحق أحق أن يتبع
الإستشارة

أنا شاب منّ الله - عز وجل - علي بعمل في مؤسسة خاصة يدر علي ما يكفيني أنا وأسرتي ويفيض.

غير أنني أشعر بوخز شديد في ضميري جراء ما أراه من مدير المؤسسة التي أعمل بها، فقد شككت من خلال اقترابي منه ومن معاملاته المالية أنه يسرق صاحب المؤسسه كثيرا هو وبعض الموظفين في المؤسسة والذين يعملون تحت إدارته المباشرة كذلك. وأصحاب المؤسسه يثقون فيه ثقه عمياء مما حدا بهم لترك أمورها المادية له يتصرف فيها كيفما شاء. وهذا ما جعله يوظف بعض أقاربه في المؤسسة والذين كانوا بالطبع شركاء في كل ما يفعل.

والآن أصحاب العمل يثقون في الرجل ومن معه ولايصدقون فيه كلمة سوء تقال في حقه، ولم أستطع أن أنبس ببنت شفه ناهيك عن تخويفهم لي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالتلميح تارة وبالتصريح تارة أخري، كل هذه الأسباب جعلتني أخاف أن أخبر أصحاب العمل بما آلت إليه أمور مؤسستهم التي أصبحت مكانا للسلب والنهب، ناهيك عن جبني وخوفي الشديد منهم وهذه حقيقة أعترف بها، بل ولا أكون مبالغا إن قلت إنني أخاف كذلك علي راتبي الذي أتقاضاه، ثم إنني كذلك لست من المشاركين ولا أقبل علي نفسي مالاً حراما، وعليه فلا ذنب عليَ فيما يسرق السارقون أو يدعونه.

غير أن تأنيب الضمير يطاردني صباح مساء وأنا الذي أنفق علي نفسي وولدي من خيرات هؤلاء الناس أصحاب هذه المؤسسة فكيف لي أن أسكت علي نهب أموالهم وسرقتهم بهذه الطريقة، لكن ماذا أفعل؟

 

 

 


 

الإجابــة

الساكت علي الظلم شريك فيه، والساكت علي النهب والسلب عليه مثل وزر فاعله، ولا أدري كيف تستمتع بمالك وتنام بين عيالك وأنت تري بأم عينك كيف يسرق السارق أصحاب هذا المال وأنت ساكت.

إن لقمة العيش المغمسة بالذل والخنوع من أجل الحصول عليها لهي لقمة لايرضاها العقل لنفسه ولو مرة فكيف بمن يعيش عليها ويطعم منها ولده.

ثم هب أن هذا المال مالك وأن هذه المؤسسة مؤسستك أكنت ترضي لها مثل هذا السلب والنهب والاختلاس الذي تتحدث عنه.

أما عن خوفك منهم ثم من فوات رزقك وطردك من هذا المكان فرغم إعجابي الشديد بصراحتك مع نفسك ومعي فإنني أهيب بك أن تخاف من الله مثل خوفك منهم وخوفك علي رزقك؛ لأن كل جسم يعيش علي السحت فالنار أولى به، فكيف بجسم يعيش على السحت ويطعم منه أهله وولده ثم يقول إني خائف. مم تخاف يا رجل وعلي ماذا؟ أليس الذي رزقك هذا العمل قادر علي أن يرزقك خيرا منه إن أطعته وأحققت الحق.

إنني أدعوك إلي جمع ما يمكن جمعه من الأدلة المادية التي لا تقبل الشك ثم تخبر بها صاحب العمل وتعذر نفسك أمام الله عز وجل، ثم اترك الأمور بعدها لتدبير الله، إن صدَقك أصحاب العمل صدقوك وإلا فقد فعلت ما عليك ونصحت قدر جهدك وطيبت مالك وأرحت ضميرك . وفقك الله لما فيه الخير والرشاد.

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت