زوجي رجل ذو وظيفة مرموقة، وصيت عال بين الناس، ودخل مرتفع أضفي علي حياتنا سعة مادية وحياتية كبيرة، حتي إنك لاتكاد تسمع عن بيتنا الفسيح وحياتنا البهيجة إلا وتتمني أن يرزقك الله مثل ما رزقنا.
لكن المشكلة الكبري أن زوجي لا يهتم بالبيت إلا من الناحية المادية وحسب، فهو بمثابة وزير للمالية في بيتنا يدبر لنا احتياجاتنا ويفرغ جيوبة المنتفخة في يدي أواخر كل شهر، ويمنح ويعطي الأبناء من عطاءاته ومنحه الكثير ما يجعلهم لا يشعرون بأي نقص مادي أو احتياجات أو كماليات قد يرونها عند بعض أقارانهم.
لكنة للأسف في المقابل لا يعطي أولاده والاهتمام بمشاكلهم وحسن تربيتهم وتوجيههم التوجية الصحيح، فكل ما يخص الأبناء في هذا الجانب في المرتبة الأخيرة بالنظر إلي مشاغلة الوظيفية الأخري، حتي اختل ميزان التربية عند الأبناء، وأصبحوا يتفلتون مني تفلنا كبيرا لا أستطيع مقاومته.
لهف نفسي علي ولدك وعلي أشقائه وعلي أمثالهم ممن يغرف لهم نعيم الطعام والشراب والملابس والدواب غرفا، ولايجدون شربة واحدة هنيئة من عطف أبوي حقيقي ممزوج بيد مربية، وإن آلمت اليوم فسوف تطبب غدا، آه لو يعلم الأباء كم يجنون علي الأبناء من حيث يشعرون أو من حيث لا يشعرون لتغيرت كثير من نظم حياتهم.
حكوا أن أحد السلف الصالح رأي رجلا يصلي صلاة خاطئة سريعة لا تصلح، فقال: واخوفاه علي أبنائه،
فقالوا: وما دخل أبنائه فيما يفعل؟! فقال: وهل يصلون إلا مثل صلاته؟!
هذا عن شعيرة من الشعائر اليومية فكيف بالمحروم من أبيه تأديبا وتربية وتوجيها ومصاحبة وأبوة.
استصرخ الآباء أن يعجلوا لاحتضان أبنائهم ما دام هناك آباء يهملون واجبهم تجاه أبنائهم وهناك أبناء يغتالهم الانحراف بسبب ذلك الاهتمام.
والحل هو أن تقنعي زوجك أن الأبناء ليسوا كائنات تعلف لتسمن وتكبر وإنما هم ودئع وأمانات استودعنا الله إياها لنغذي أرواحهم وقلوبهم وعقولهم مع أبدانهم وإلا تحولوا إلى بهائم ترتع في الأرض الله بلا عقل حتي تهلك نفسها ومن حولها. فليعد زوجك إلي بيته وليعد إليه رغما عنه من هول الفضائح التي سيجلبها لهم الأبناء ردا منهم على هجرانهم لهم، وساعتها سيظهر الفارق جليا بين العودة الحميدة إلى الأبناء التي نبعت من ذواتنا وحبنا لأولادنا وبين العودة البئيسة التي لن تسمن ولن تغني من جوع.