أبنائي كانت تبدو عليهم علامات الموهبة قبل دخول المدرسة .. وبعد أن التحقوا بالمدرسة وتقدمت بهم سنوات التعليم اختفت تلك المواهب ولم يعد لها أثرا .. فمنهم من كان موهوبا بالرسم أو من كان موهوبا بالقراءة.. والآن لدي طفل صغير متميز قارب الالتحاق بالمدرسة ولديه مواهب واضحة وأخاف أن يدخل المدرسة وتشغله الدراسة فيفقد اتصاله بموهبته كما حدث مع إخوته الكبار..بماذا تنصحونني؟
حديث الموهبة والطفل الموهوب من الأمور الشائكة في المجتمعات غير المتقدمة حيث إن المجتمع ككل لا يهتم بتنمية الطاقات البشرية واستثمارها، وقليل جدا من المحاضن التربوية من تهتم بذلك في مجتمعاتنا، وهذا يلقى عبء كبير على الأسرة التي يقع على كاهلها عبء اكتشاف مواهب أبنائها، والعمل على تطويرها، ولعل أكثر ما يعقد الأمر هو اندثار دور المدرسة كمعاون تربوي وكذلك المؤسسات الثقافية التي من المفترض أن توفرها الدولة، ومع قلة البرامج المهتمة بذلك فإن على الأسرة أن تعمل على اكتشاف مواهب أبنائها واستثمارها، وهناك برامج ومواقع على الانترنت واليوتيوب تتكلم في هذا الشأن بشكل متقدم ومتخصص، وهناك كتب كثيرة تعين الأسرة على القيام بمهامها في هذا الصدد.
وتؤكد الدراسات أن الموهبة فطرية تولد مع الانسان، وبالتالي فإن علينا فقط التعرف عليها والعمل على تنميتها، وتذكر الدراسات أنه في الغالب يولد مع الطفل ما بين 25 : 37 موهبة.
والطفل الموهوب ليس شرطا أن يكون خارقاً في كلّ الأوقات والمجالات. فلا يجوز أن تكون التوقعات مرتفعة لأدائه في كل المجالات..
وغالبا ما تكون الأم هي أول من يكتشف الموهبة عند الطفل بسبب احتكاكها الدائم به، ومن ثم فإن البيت إما أن يكون عامل بناء في تنمية الموهبة أو عامل هدم، فالتربية الخاطئة تعتبر من مدمرات الموهبة، وينصح المتخصصون المربى بتجنب تلك المدمرات، ومنها:
-الضرب على الوجه
-الألعاب الالكترونية فهي تدمر خلايا الدماغ
- السخرية من الابن أو من أفكاره
- غياب الحوار يقتل الذكاء اللغوى والاجتماعى
- القهر وغياب الحرية
-التعليم بالتلقين وعدم مراعات تفاوت الامكانيات