أنا شاب بحكم عملي اتنقل في كثير من البلدان، رأيت أمراً منتشراً بين بعض الشباب الملتزم والدعاة، وهو أن أسلوب الحديث بينهم أصبح غير مناسب حيث يستخدمون ألفاظا غير لائقة.
لا أنكر أنَّ لكلِّ شخص زلاته، ولكن ما أثار غيرتي هو المكانة التي هم فيها، والدور الملقى على عاتقهم ومع ذلك أسلوبهم أصبح في تدنٍ مستمر.
أشكر لك أخي الكريم حرصك وحرارة غيرتك على الشباب المسلم والدّعاة من العاملين الذين أدعو الله عزّ وجلّ أن يتقبّل جهدهم ويوفقهم دوماً لحسن طاعته وتحسين أخلاقهم.
ولا يخفى على أحد أنَّ المعصوم هو مَنْ عصمه الله عزّ وجلّ، وكلٌّ يأخذ من كلامه ويردّ إلاَّ محمَّداً عليه الصَّلاة والسَّلام، والدُّعاة هم من سائر البشر، ويعتري دعاتنا وشبابنا الملتزم ما يعتري عموم الناس من النقص والعيوب، وهذه بعض النصائح للأخ الكريم السائل وغيره ننصح بها:
- أن لا يبخل أو يستحي من النصيحة لهؤلاء الدّعاء والعاملين، بل هم من أحوج الناس إلى النصيحة وبيان العيوب، لكني أذكرك بآداب النصيحة وفقهها.
- أن لا تقتصر نصيحتك على النصح المباشر من طرفك، بل يمكن استعمال أهل التأثير والخبرة، كما يمكن الاستفادة من وسائل التواصل الحديثة. كقول الله تعالى:{ إليه يصعد الكلم الطيب}، وكقول رسول الله صلى الله عليه والسَّلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)).
- أن تبيّن أهمية الأدب في الإسلام ومنزلة الخلق في السلوك واللفظ، وأثر اللحظ قبل اللفظ على المدعوين.
- أن يكون حوارنا مع المقصّرين من شبابنا ودعاتنا بحس عطوف، يلمس فيه الحرص والحب لا التشهير أو الجرح، بل يلزم أن نقنعهم أنَّ حبّنا وحده هو دافعنا لتنبيههم باستكمال هذا العيب في ألفاظهم.
- تنبيههم إلى الأثر السلبي المترتب على الفحش في الحديث شرعاً من جهة أن المسلم ليس سباباً ولا لعاناً ومن جهة أنَّ الحديث البذيء يبعد المدعوين عن الداعية.
- وإن كان لك أيها الأخ الكريم معرفة بمن يملكون أدوات التربية والتأثير على قطاع الشباب والتربية في منطقة أو بلد أن تنبههم إلى ملاحظاتك القيمة ليستكملوا تربية شبابنا على محاسن الأخلاق وأطايب الألفاظ.
- وأدعو كلّ من له منزلة المعلم والمربّي والقائد أن يوجّه دعاتنا والعاملين في ميادين، ويرسّخ في سلوكهم حسن الحديث والبعد عن الفحش في القول.
- أن يشعر دعاتنا أنهم صورة لما يدعون الناس إليه، فإن رأوا منهم خيرا كان ذلك أدعى لاتباع ما يدعون له، وإلا فإن نفور الناس عنهم سيكون شديدا.