أولا قبل أن نتكلم عن المشكلة وكيفية حلها، علينا أن نعرف الحالات النفسية التي يمر بها أى مهاجر الى بلد آخر بعيدا عن بلاده وأوطانه..حيث هناك حالات نفسية خمسة يمر بها أي مهاجر وهى:
- مرحلة شهر العسل: ينبهر المهاجر بكل شيء حوله في المكان الجديد، ويعجب بالثقافة الجديدة، ومن الملاحظ أن مرحلة الانبهار هذه قد لا يحسها المهاجر ثانية بعد ذلك.
- مرحلة الصدمة الحضارية: ينغمس المهاجر في مشاكله الجديدة كالحصول على سكن، والمواصلات، وتعلم اللغة والتسوق، وإيجاد وظيفة، وينشأ تعب نفسي ناجم عن الإجهاد المستمر لفهم اللغة والحضارة الجديد.
- مرحلة التعديل الأوّلي: لم تعد النشاطات اليومية تمثل مشكلة، قد لا يكون المهاجر الجديد ماهراً بعد في التحدث بلغته الجديدة، لكنه يستطيع التعبير عن أفكاره الأساسية.
- مرحلة العزلة العقلية: يصبح المهاجر بعيداً عن مجتمعه وأصدقائه، ما يعرّضه للشعور بالوحدة. والكثير من المهاجرين الجدد لا يمكنه التعبيرعن نفسه جيداً كما كان يفعل باستخدام لغته الأصلية، وينتج عن ذلك الشعور بالتوتر وفقدان الثقة بالنفس، وبعض المهاجرين الجدد يبقون طويلاً في هذه المرحلة النفسية، خاصة إذا لم يستطيعوا الحصول على وظيفة.
- مرحلة التقبل والاندماج: يتعود المهاجر الجديد على الطعام والروتين اليومي، وخصائص الناس في المجتمع الجديد، ويشعر بالراحة مع الأصدقاء والزملاء واللغة في البلد الجديد.
وإضافة لكل ما سبق فإن ابنتك لديها مشكلة أخرى فهى قلقة بالنسبة للمستقبل، وخاصة موضوع الزواج، ولديها هواجس بضعف إمكانية توفر الشخص المناسب لها فى الغربة عما كانت عليه فى وطنها، وهذا الموضوع شائك بالنسبة للفتاة في الغربه عنه لدي الشباب حيث إن فكرة الزواج بأجنبي غير وارده بالنسبة للبنت المسلمة بينما تكون وارده لدي الولد، ولذا عليك أن تتحركي كأم فى هذا الموضوع وتبحثين فى دوائرك عما يمكن أن يكون مناسبا لها واصطناع ظروف لجمعهما والتقريب بينهما وعدم الانتظار كما فى الأمور الطبيعية أن يتقدم الشاب أولا .. كما أنه من المفترض أن تكون هناك جمعية للجالية التى تنتمون إليها لعمل ملفات لشبابها وبناتها الذين من هم فى سن الزواج وعمل ندوات ومحاضرات تثقيفية حول الزواج والشراكة الاجتماعية وأسس اختيار الزوجين لبعضهما، والي حين تحقق ذلك فيجب عرضها على أخصائي نفسي يقدم لها دعم نفسى لتتجاوز حالتها ولا يحبذ أخذ دواء لأن هناك حالات كثيرة زاد الدواء حالتها وكان له تأثيرات جانبية خطيرة، ولكن لامانع من تناول بعض العناصر والفيتامينات التى تحسن الصحة النفسية مثل فيتامين ب 12، وكلوروالماغنسيوم وفيتامين د، ويمكنها أن تقصد أخصائي تغذية يدخل فى نظامها الغذائي العناصر التى تعمل على تحسين النفسية وتدفع الكآبة .. مع ضرورة ممارسة الرياضة بصفة يومية وقضاء الأجازات خارج المنزل، ورؤية الشمس بشكل يومى وتعلم لغة جديدة أو مهارة معينة أو دراسة تخصص جديد أو ممارسة العمل التطوعي، ومساعدة المحتاجين فهو من الأدوار التى ترفع الثقة فى النفس.