الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

الأب القاسي..احذر النتائج العكسية
الإستشارة

انا أب أو هكذا أحسب نفسي، مشكلتي أنني عنيف جدا مع أبنائي خاصة ابني الأكبر الذي يلقبه الناس بالنسمة لسماحته وبراءته وحسن خلقه وهو  كذلك. كما أنه حنون علي  وعلي والدته لدرجة لا أجد تشبيها لها إلا قوله تعالي "واخفض لهم جناح الذل من الرحمة".

المشكلة أني قاس وعنيد، دائم التجهم، قليل التلطف معه! والأشد أنني كثير الضرب له بسبب أو بدون سبب، بل كثيرا ما أضرب ضربا عنيفا علي شئ أعرف بعدها أنني ظلمته فيه، فمثلا علي مائدة الطعام قد لا يعجبني منه تصرف سلوكي لا يحتاج إلي أكثر من توجيه لطيف أو حتي عتاب خفيف إلا إنني ابدأ دائما بالتهديد العنيف وانتهي بالضرب المهين، وقس علي ذلك في مواقف الحياة اليومية المختلفه.

والنتيجه التي لمستها الآن أنني وجدته يخاف من ظله، وتوقع الأسوأ مني أثر علي نظراته وتعاملاته معي، وأصبح منطويا منعزلا حتي عن أخوته! أحاول تغيير سلوكي معه لكني أرجع كل مرة أشد، فما العمل؟

 

 

الإجابــة

حقا لا ذب لولدك ولأمثاله غير أنك وأمثالك أباؤهم، فلا أري ما ذكرت إلا شكلا من أشكال كفران النعم التي أنعم الله بها عز وجل علينا.

والنعم التي لاتشكر تسلب، ولا أري ما ذكرت عن ولدك إلا شكلا من أشكال التخويف والتهديد من الله عز وجل لك بالسلب الذي إن لم تدرك نفسك قد تري كثيرا من تطوراته التي قد تعلمها أو لا تعلمها كالكراهية لك وللتجمع وتحول كل معني نبيل فيه مما ذكرت إلي خصلة سلبية علي النقيض.

والواضح من كلامك أنك تتحمل من خلال عملك أعباء وضغوطا لا تجد لها متنفسا إلا في ذلك المخلوق الضعيف فإذا بك تدمره  لتنفس عن نفسك كأنك لم تجد من تضحي به لتهدأ قليلا إلا حبة القلب وسويداء الفؤاد.

والحل أن تتخفف من أعبائك الشخصية ولا تحملها لولدك المسكين وأن تدرك أن ابنك قد وصل لحافة الهاوية النفسية إن لم تتدرك أمرك وتغمره بعطفك وحنانك الأبوي المفتقد قبل أن تصل لما وصل إليه أب سابق مثلك ضرب ولده بقطعة خشب بها مسامير مزقت ذراعه حتي حتي تسمم فقرر الأطباء قطعها فلما رأي الولد نفسه بغير ذراع  نظر الي أبيه باكيا وقال بمنتهي البراءة الطفولية: يا أبت سوف أسمع كلامك ولن أعصي لك أمرا، ولكن قل للطبيب يعيد الي ذراعي، فأستحلفك بالله أن تعد الآن بقلبك إلي أبنائك عامة، وولدك هذا خاصة فتغمرهم بكل ما حرمتهم منه قبل أن يغمروك هم باللعن والكراهية ولات حين مندم.

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت