- السرقة عند الآطفال مشكلة تؤرق كثير من البيوت التي تخاف أن يلازم السلوك الابن حين يكبر، ويخافون أن يكونوا قد أخرجوا للمجتمع عنصر مجرم.
وهناك أيضا بيوت ليست قليلة تأخذ الموضوع باستسهال وتتجاهل الأمر أو على الأقل تتعامل معه بكتمان، وتخاف حتي أن تستشير خبيرا نفسيا أو تربويا للمساعدة في حل الإشكالية بطريقة علمية مدروسة، وتترك الأمر للزمن كي يعالجه.
والسرقة عند الأطفال تكون نوعين: نوع مرضى نفسي، ونوع عرضى، وفى كل الأحوال فإن السرقة مسبباتها اجتماعية وتربوية.
بعض الأطفال تستحوذ على أشياء الأخرين فى السنوات الأولى من عمرها لعدم إدراكهم بحدود ملكيتهم مع ملكية الأخرين، حتي إن بعضهم يدخل المحلات ويأخذ ما يريد ويقاومه الأباء محاولين إفهامه أنه ليست ملكه أو ملك عائلته وأنه ينبغي لكي يأخذها أن يدفع ثمنها نقود.. ويقوم الأهل بإعطائه النقود ليعطيها لصاحب المحل ليحصل على ما اختار من حلوى أو لعب.
أيضا كثيرا ما تعاني الأمهات من ظاهرة اصطحاب طفلها لأدوات أقرانه في المدرسة في إصرار شديد على أنها أشياؤه وتحاول الأم أن تفهمه أنه لا ينبغي أن يأخذ أشياء الأخرين وأن ملكيته تتحدد في الأشياء التي وضعتها في حقيبته وصندوق طعامه فقط.
أيضا عند زيارة الأقارب والأصدقاء يشارك أطفالنا أقرانهم أصحاب البيت اللعب بلعبهم وعند الانصراف يحاول الطفل الخروج من بيت الأصدقاء ومعه لعبة من عندهم مصمما أنها لعبته وأنه يريد أن يصطحبها ويقاوم محاولات أمه لانتزاع اللعبة منه وإقناعه بأنها ليست ممتلكاته وأنها ملك صديقه..وكذلك نفس الشئ في البيت شجارات الأطفال حول تلك النقطة...كل هذا لا نسميه سرقة ولكن نسميه بادرات التعرف على حدود الملكية مع الأخرين وأن موقفنا معه والتشدد في ذلك يخلق عنده مساحة احترام ملكية الأخرين .
لكن بعد سن السابعة إذا استمر الأمر فلابد أن نتوقف عند مسماه الحقيقي ونعترف أن ثمة مشكلة لابد أن نتعرف عليها وعلى أسبابها ونجتهد في علاجها.
ويلجأ بعض الأطفال الكبار أو المراهقين إلى السرقة لعدة أسباب على الرغم من علمهم بأن السرقة خطأ:
فقد يسرق الصغير بسبب الإحساس بالحرمان كأن يسرق الطعام لأنه يشتهى نوعا من الأكل لأنه جائع.
وقد يسرق لعب غيره لأنه محروم منها أو قد يسرق النقود لشراء هذه الأشياء.
وقد يسرق الطفل تقليدا لبعض الزملاء فى المدرسة بدون أن يفهم عاقبة ما يفعل.
أو لأنه نشأ فى بيئة إجرامية عودته على السرقة والاعتداء على ملكية الغير وتشعره السرقة بنوع من القوة والانتصار وتقدير الذات... وهذا السلوك ينطوى على سلوك إجرامى فى الكبر لأن البيئة أصلا بيئة غير سوية.
كذلك فقد يسرق الصغير لكي يتساوى مع أخيه أو أخته الأكبر منه سنا إذا أحس أن نصيبه من الحياة أقل منهما.
وفي بعض الأحيان، يسرق الطفل ليظهر شجاعته للأصدقاء، أو ليقدم هدية إلى أسرته أو لأصدقائه، أو لكي يكون أكثر قبولا لدى أصدقائه..
وقد يسرق الطفل بسبب وجود مرض نفسى أصابه.
والعلاج كما قلنا جزء كبير منه تربوي، ونادر جدا الحالات التي تحتاج إلي علاج نفسى.. ودور الأسرة هنا هو التعرف علي أسباب المشكلة، ومعرفة بداية ظهوررها وتطورها وحدودها، ومن ثم قيامها بتعديل الأخطاء التربوية من خلال تصحيح المعاملة واتباع طرق تربوية جديدة معالجة وشغل أوقات الأولاد بالأنشطة الرياضية والذهنية والفنية، وإتاحة الفرصة ليبحثوا عن ذاتهم ويبرعوا ويتفوقوا في المجالات التي يفضلونها، وبث الثقة فيهم كعناصر صالحة متوقع لها أن كون أحد رموز المستقبل في مجتمعها، والتأكيد دائما على الأمانة التي يتميز بها ورواية قصص بطريقة عفوية عن أهل الأمانة، وعن جزاء الله لهم في الدنيا والأخرة.