كما يؤدي الاختلاف إلى خلق إنسان انتهازي يعمل علي استغلال الموقف باتجاه أهوائه ورغباته وميوله، فالطفل الذي يرى والديه غارقين في خلافهم يستغل الموقف "لصالحه" بأن يقوم بعمل أو تنفيذ ما هو قريب لأهوائه ورغباته وميوله.
ويرجع اختلاف الوالدين لأسباب مختلفة منها: الاختلاف في الثقافة أو التعليم أو في البيئةالتي ينتمي إليها كلا الوالدين، أو تكون المسألة شخصية بين الأب والأم عبر خلافات بينهما تنعكس على طريقة تربية الأولاد، وقد يكون سببه عدم إدراك الأب والأم أن الخلاف بينهما يتحمل تبعته الأبناء ويؤثر عليهم وأن هذه الآثار ستبقى لسنوات طويلة في أذهان الأبناء، بالإضافة بطبيعة الحال إلى غياب الوازع الديني الذي حيث يغيب عن الطرفين حيث أن التربية مسؤولية كبيرة يقع على عاتقهما..
ولعل من المناسب جداً أن يكون هناك اتفاق مبدئي بين الأب والأم على عدم قيام أي طرف منهما بتوجيه رسالة تربوية مخالفة للرسالة التي وجهها أحدهما لتوه إلى الأبناء، خاصة أمامهم، وفي حال خطأ أحد الطرفين أو فرض عقوبة معينة أو توجيه رسالة تربوية معينة يراها الطرف الآخر خاطئة، يجب عدم لفت انتباه الطفل لذلك، ومن ثم النقاش حول صحة وخطأ هذا التصرف في مكان آخر بعيداً عن أعين الأبناء، مع الحرص على عدم المشادات أو الاختلاف بين الطرفين أمام الأبناء، فذلك يولد لديهم إحساساً بأن الخطأ قابل لأن يكون صواباً، وأن الصواب قابل لأن يكون خطأ في ظل غياب أحد الأبوين..